
ندوة الحج الكبرى: منصة عالمية لتعزيز الأبعاد الشرعية والثقافية لشعيرة الحج
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الإثنين 6 ذو الحجة 1446 هـ 2 يونيو 2025 م
بحضور نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، اختتمت وزارة الحج والعمرة أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ49 تحت عنوان: “الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة”، وذلك يوم الأحد في مدينة جدة.
وأكد وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق الربيعة، أن الندوة تمثل منصة معرفية عالمية تجمع كبار العلماء لتسليط الضوء على مكانة الحج، وتوسيع النقاشات حول أبعاده الشرعية والثقافية، في ظل متغيرات العصر. وأضاف أن هذه الندوة، التي انطلقت منذ أكثر من أربعة عقود، تُعد منبرًا رائدًا للحوار الفكري بين العلماء، وتعكس التوجهات الاستراتيجية لمستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن.
شهدت نسخة هذا العام إطلاق سلسلة من المبادرات النوعية، أبرزها مشاريع البنية التحتية في المشاعر المقدسة بإشراف الهيئة الملكية لمكة المكرمة، حيث تم تظليل 170 ألف متر مربع، وزراعة 20 ألف شجرة، وإنشاء مسارات مطاطية لتسهيل تنقل الحجاج.
وفي الجانب الصحي، أعلن الوزير عن تجهيز مستشفى طوارئ جديد، و15 وحدة إسعاف، بالإضافة إلى 71 نقطة تدخل سريع، و64 مجمعًا صحيًا بطابقين، ضمن خطة متكاملة لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن. كما أُطلق المركز العام للنقل كنموذج مؤسسي يعزز كفاءة النقل بين مكة والمشاعر، ويشمل حافلات حديثة وقطار المشاعر.
أكد الربيعة أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من منظومة العمل لخدمة الحجاج، عبر تحسين تجربة المستخدم، وتسهيل الإجراءات التنظيمية، وضمان السلامة. كما أتمت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين استعداداتها التشغيلية، بما في ذلك تحسين أنظمة الصوتيات وخدمات الأطفال، ضمن بيئة تراعي مختلف احتياجات الزائرين.
في كلمته الختامية، دعا الوزير العلماء إلى إعادة النظر في مفهوم الاستطاعة الشرعية للحج، لتشمل التغيرات الحديثة في مجالات التقنية، والصحة، والبيئة، مؤكدًا أهمية جعل الأحكام الشرعية أكثر ارتباطًا بالواقع المعاصر.
من جهته، أشار الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، إلى أن الجهود المبذولة في خدمة الحجاج والمعتمرين تمثل امتدادًا لنهج الدولة السعودية منذ تأسيسها، الذي يولي رعاية الحرمين وخدمة ضيوف الرحمن أولوية قصوى.
واختتمت الندوة بتوصيات علمية مهمة تتعلق بمفهوم الاستطاعة، ودور التقنية في تطوير خدمات الحج، والتأكيد على استمرارية الحوار الشرعي والفكري بشأن شعيرة الحج في عالم سريع التحول.