
كينجسلي كومان.. نجم النصر الجديد بين المجد الكروي وشغف الموسيقى والعمل الخيري
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الإثنين 18 اغسطس 2025 م 24 صفر 1447 هــ
في أحد أحياء باريس النابضة بالحياة، كان طفل صغير يركض خلف كرة لا تفارق قدميه. لم يكن يعلم أن اسمه سيُسجَّل لاحقًا في سجلات أعظم أندية أوروبا. ذلك الطفل هو كينجسلي كومان، المولود عام 1996 لأسرة رياضية؛ فوالده مثّل الجزائر دوليًا، ووالدته كانت لاعبة سابقة، ليترعرع على حب الرياضة وروح المنافسة.
منذ صغره، لفت كومان الأنظار بموهبته وسرعته، فالتحق بأكاديمية باريس سان جيرمان، ليصبح أصغر لاعب يرتدي قميص الفريق الأول في سن السادسة عشرة فقط. لكن رحلته لم تتوقف عند فرنسا، إذ حملته تجاربه إلى يوفنتوس الإيطالي حيث تعلم الصلابة والانضباط، ثم إلى بايرن ميونخ الألماني حيث عاش أجمل لحظات المجد.
في ميونخ، عرف كومان طعم الانتصارات الكبرى، لكنه واجه أيضًا تحديات صعبة أبرزها إصابة الكاحل عام 2018 التي هددت مسيرته. غير أن عزيمته كانت أقوى من العثرات، فعاد سريعًا ليساهم في ألقاب الفريق ويثبت أن الإصرار هو سر النجاح.
وخارج المستطيل الأخضر، لم ينسَ كومان جذوره، فاختار أن يمد يده للشباب المهمشين عبر مبادرات إنسانية في فرنسا. كما وجد في الموسيقى متنفسًا خاصًا يوازي حبه لكرة القدم، حيث يهوى العزف ويعتبره وسيلة للتوازن والراحة النفسية.
واليوم، يكتب كومان فصلًا جديدًا مع نادي النصر السعودي في العاصمة الرياض، في تجربة تحمل أبعادًا رياضية وإنسانية. فبين المجد الكروي وشغف الموسيقى والعمل الخيري، يظل كومان قصة لاعب لم يعرف الاستسلام يومًا، ولا يزال يبحث عن سطور جديدة في كتاب المجد داخل الملعب وخارجه.