
أطفال غزة بين الجوع والموت.. كارثة إنسانية تتكشف للعالم
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الجمعة 15 اغسطس 2025 م 21 صفر 1447 هــ
في أروقة مستشفى ناصر بقطاع غزة، يرقد أطفال بأجساد هزيلة وملامح أنهكها الجوع، في مشاهد تختصر حجم المأساة التي يعيشها المدنيون وسط الحصار. من بينهم الطفلة رؤى ماشي، عامان ونصف، التي فارقت الحياة بعدما تدهورت حالتها الصحية خلال أشهر، رغم أنها لم تكن تعاني من أمراض سابقة، لكن انعدام الغذاء والرعاية الطبية سلبها حقها في الحياة.
يقول الدكتور أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال في المستشفى، إنهم يستقبلون يوميًا بين 10 و20 طفلًا يعانون من سوء تغذية حاد، مؤكدًا أن الأعداد في تزايد. ويضيف أن بعض الحالات تصل إلى درجة فقدان شبه كامل للدهون والعضلات، كما حدث مع الطفلة شام قديح التي لا يتجاوز وزنها 4 كيلوغرامات، أي ثلث الوزن الطبيعي لطفلة في عمرها.
الخبير الإنساني أليكس ديوال من جامعة تافتس يوضح أن حالات سوء التغذية الحاد لا يمكن علاجها بمجرد تقديم الطعام، بل تحتاج إلى تدخل طبي عاجل ومكملات غذائية خاصة، محذرًا من متلازمة “إعادة التغذية” التي قد تؤدي إلى نوبات أو وفاة إذا لم يُعالج المريض بالشكل الصحيح.
وزارة الصحة في غزة أعلنت وفاة 42 طفلًا منذ يوليو بسبب سوء التغذية، إضافة إلى عشرات البالغين، فيما تؤكد الأمم المتحدة أن نحو 12 ألف طفل دون الخامسة يعانون حاليًا من سوء تغذية حاد.
ورغم نفي الجيش الإسرائيلي لوجود أزمة واسعة النطاق، يؤكد الأطباء في غزة أن الكثير من هذه الأرواح كان يمكن إنقاذها لو توفرت الإمدادات الغذائية والعلاجية في الوقت المناسب، مشددين على أن الحصار يحوّل كل يوم يمر إلى سباق مع الموت بالنسبة للأطفال.