
معلمة فلسطينية تروي مأساة طلابها: نجوتُ من مجزرة بغزة.. لكن طلابي لم ينجوا
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الأثنين 23 يونيو 2025 / 27 ذو الحجة 1445
في شهادة مؤثرة، سردت المعلمة الفلسطينية نور أبو عيشة تفاصيل نجاتها من مجزرة مروّعة استهدفت مدرسة النصر في مدينة غزة، والتي كانت قد تحوّلت إلى ملجأ لعائلات نازحة من القصف الإسرائيلي. وكتبت شهادتها لموقع “موندويس” الأميركي، ناقلةً لحظات الرعب والألم التي عاشتها، وفقدانها لطلابها الصغار.
كانت نور تدرّس اللغة الإنجليزية في المدرسة، وتقدّم جلسات دعم نفسي للأطفال اللاجئين. وبينما كانت تراقبهم يلعبون في ساحة المدرسة بعد انتهاء الحصة، وقع قصف مفاجئ أصاب مبنى مجاور. تقول:
> “في خمس دقائق تغيّر كل شيء. تطايرت أجساد الأطفال في الهواء، والضباب غطّى المكان.. بحثت عن أطرافي لأتأكد أنني ما زلت حيّة”.
وبصوت يعتصره الألم، وصفت كيف هرعت لإخلاء المصابين، وكيف حملتها عائلتها من موقع المجزرة وسط صدمة لم تفارقها.
في شهادتها، أبرزت نور حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة، إذ قالت:
> “حين سألتهم عن أحلامهم، توقعت أن يقول أحدهم: أريد أن أصبح طبيبًا أو مهندسًا، لكن طفلة في الخامسة قالت لي: (أريد أن آكل أرزًا فيه كثير من اللحم)”.
وأشارت إلى أن الأطفال الذين التقتهم في المدارس والملاجئ لم يعرفوا طعم اللحم منذ شهور، وأن بعضهم لم يتعرف على السمك حين رآه لأول مرة، وقال أحدهم: “هذه أفعى”.
استذكرت نور قصة أحد طلابها، الطفل نور الدين مقداد، الذي فقد أسرته بالكامل في قصف المدرسة، وعاد ليجد “لا أحد في انتظاره”. بقي لأيام يحتضن قبور أمه وأبيه وإخوته.
واختتمت شهادتها بالقول:
> “نجوتُ من الموت على بُعد 600 متر فقط من الصاروخ.. لماذا نجوت؟ هل لأروي قصتهم؟ أم لأنني لا زلت أحتاج أن أُصغي لما تبقّى من صوت أطفال غزة؟”.