إشراقة رؤية _ فاطمة عبدالله
في خطوة استراتيجية تعكس الثقة المتزايدة في الاقتصاد السعودي وتحولاته الطموحة، أعلنت شركة “ستون بيك” الأميركية – إحدى كبرى شركات الاستثمار الخاصة في العالم – عن افتتاح مقر إقليمي جديد لها في العاصمة السعودية الرياض. هذه الخطوة تمثل توسعًا لافتًا في خارطة الاستثمارات العالمية وتأكيدًا على أن السعودية أصبحت مركز جذب عالمي لرؤوس الأموال.
تأسست “ستون بيك” Stonepeak في نيويورك، وتُعد من أبرز اللاعبين في قطاع البنية التحتية والاستثمار طويل الأجل. ويأتي افتتاح مقرها اليوم الخميس في الرياض ضمن سياق عالمي متغير، حيث تتطلع كبرى الشركات العالمية إلى التوسع في أسواق مستقرة وواعدة مثل السوق السعودية، التي تشهد تحولات كبيرة ضمن رؤية 2030.
ويرى محللون أن هذا التوسع يرمز إلى تحول نوعي في النظرة الدولية للمملكة، ليس فقط كسوق استهلاكية ضخمة، بل كمركز مالي واستثماري متطور يمكن من خلاله إدارة أعمال إقليمية وعالمية. ويعزز ذلك المكانة المتنامية للرياض كمحور جاذب للمقار الإقليمية للشركات متعددة الجنسيات.
من جهة أخرى، يعكس هذا الحضور الأميركي في قلب السعودية تنامي العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ تمثل “ستون بيك” نموذجًا جديدًا من الاستثمارات الأميركية التي تتجاوز النمط التقليدي لتشمل قطاعات الابتكار، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الذكية.
افتتاح “ستون بيك” لمقرها في الرياض ليس مجرد توسع جغرافي، بل خطوة تحمل دلالات اقتصادية واستراتيجية عميقة. إنه إعلان صريح بأن السعودية، بسياساتها الإصلاحية الجريئة وموقعها الجغرافي الفريد، أصبحت خيارًا أوليًا للشركات العالمية الكبرى. ويبقى السؤال: من ستكون الشركة العالمية التالية التي ستختار الرياض كمقر جديد.
