
قافلة الصمود تنطلق من تونس نحو غزة: تضامن شعبي عابر للحدود ودعوات واسعة لاستقبالها في مصراتة
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الخميس 12 يونيو 2025 16 ذو الحجة 1445
انطلقت صباح اليوم الخميس قافلة الصمود من مدينة زليتن الليبية متجهة نحو مدينة مصراتة، وذلك في إطار مساعيها المستمرة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وسط حراك شعبي واسع وتفاعل رسمي في بعض المناطق الليبية، وتزامنًا مع تحركات أوروبية لدعم الشعب الفلسطيني.
القافلة، التي تضم أكثر من 1500 ناشط، انطلقت من تونس قبل أيام، وضمّت مشاركين من عدة دول أبرزها تونس والجزائر، إضافة إلى متضامنين من داخل الأراضي الليبية. ويتألف ركب القافلة من نحو 20 حافلة و350 سيارة، تتقدمها سيارات إسعاف ومركبات تحمل مساعدات إنسانية وطبية موجهة إلى سكان غزة الذين يرزحون تحت الحصار.
شهدت مدينة زليتن، ثالث محطات القافلة داخل ليبيا، استقبالًا شعبيًا حاشدًا مساء أمس الأربعاء، حيث توافد السكان المحليون لتحية المشاركين ورفع الأعلام الفلسطينية والتونسية، تأكيدًا على التضامن العربي مع القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، دعت اللجنة العليا لحملة المساعدات الليبية بالتعاون مع المجلس البلدي لمصراتة، سكان المدينة إلى الخروج لاستقبال القافلة والترحيب بها في مشهد شعبي يُتوقع أن يكون كبيرًا، تجسيدًا لدعم صمود أهالي غزة ونصرة لقضيتهم.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي موقف رسمي من الحكومة الموازية في شرق ليبيا، التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، بشأن السماح بمرور القافلة عبر الأراضي التي تسيطر عليها، والتي تبدأ من مدينة سرت شرق مصراتة وتمتد حتى الحدود الليبية مع مصر، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل المسار الذي ستتخذه القافلة للوصول إلى معبر رفح الحدودي.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية مساء أمس عن ضوابط صارمة لدخول المنطقة المحاذية لقطاع غزة، مؤكدة أن زيارة هذه المنطقة تتطلب تقديم طلب رسمي عبر السفارات المصرية أو من خلال القنوات الدبلوماسية والمنظمات المعتمدة. وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية لضمان سلامة الوفود والمواطنين في المنطقة الحدودية.
يُشار إلى أن “قافلة الصمود” تحمل بعدًا رمزيًا وشعبيًا كبيرًا، إذ تأتي في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه المستمر على قطاع غزة، وسط أوضاع إنسانية متدهورة يعاني منها أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار منذ سنوات.
ويأمل منظمو القافلة أن يتمكنوا من الوصول إلى معبر رفح في الأيام القليلة القادمة، حاملين معهم رسائل دعم ومساعدات إنسانية، في وقت تتزايد فيه المبادرات الشعبية والرسمية عربيًا ودوليًا لكسر العزلة المفروضة على غزة وتعزيز صمود أهلها.
أريج علوي