
مجزرة جديدة في غزة.. سقوط قتلى وجرحى خلال محاولة فلسطينيين الحصول على مساعدات
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الأحد ٨ يونيو ٢٠٢٥ ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦
في حادثة دامية جديدة، أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” صباح الأحد، بسقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى من الفلسطينيين خلال محاولتهم الوصول إلى مساعدات إنسانية في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، حيث استهدفهم الجيش الإسرائيلي قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في رفح.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة أميركياً، إنها اضطرت لتعليق عمليات توزيع المساعدات يوم السبت بسبب “تهديدات” قالت إن حركة حماس وجهتها إليها، وهو ما نفته الحركة لاحقاً. وأكدت المؤسسة في منشور على صفحتها في “فيسبوك” أنها ستستأنف عملياتها، مع إعادة فتح موقعي التوزيع اليوم الأحد.
وفي بيان لاحق، وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحماس أداء المؤسسة بـ”الفاشل على كل المستويات”، وأعلن استعداد الحركة لتأمين توزيع المساعدات وفق معايير الأمم المتحدة، مؤكداً حرصها على منع الفوضى أو الاستيلاء على المساعدات. كما دعت حماس الفلسطينيين إلى حماية قوافل الإغاثة من الاعتداءات والعصابات المسلحة.
وتتهم كل من إسرائيل والولايات المتحدة حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة بشدة. ورداً على تكرار حوادث النهب، قال مصدر في حماس إن كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح للحركة، ستبدأ من اليوم نشر قناصة على الطرق المؤدية إلى مواقع الإغاثة التي تديرها الأمم المتحدة، بهدف التصدي لأي محاولات نهب.
وكانت إسرائيل قد سمحت باستئناف جزئي لعمليات الإغاثة الأممية في غزة منذ 19 مايو، بعد حصار دام 11 أسبوعاً، في وقت حذّر فيه خبراء من مجاعة وشيكة تهدد حياة 2.3 مليون نسمة داخل القطاع. وتصف الأمم المتحدة حجم المساعدات المتاحة بأنه “قطرة في محيط”.
يُذكر أن مؤسسة غزة الإنسانية بدأت عملها في القطاع يوم 26 مايو، وأعلنت الجمعة الماضية أنها وزعت ما يقرب من تسعة ملايين وجبة غذائية. رغم ذلك، أفاد مواطنون فلسطينيون بوجود حالة فوضى شديدة وعنف في الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع، حيث قالت السلطات الصحية في غزة إن العشرات قتلوا منذ يوم الأحد وحتى الثلاثاء الماضي.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها غير مسؤولة عن أحداث العنف يوم الأحد الماضي، أكدت أنها فتحت تحقيقاً في أحداث الإثنين والثلاثاء. وذكرت أن نحو 350 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة خلال الأسبوع الماضي عبر معبر كرم أبو سالم، لكنها تُلزم الأمم المتحدة بتسلّمها من الجانب الفلسطيني بعد إفراغها.
ووسط هذا المشهد الإنساني المتدهور، تستمر الخلافات بين الأمم المتحدة وإسرائيل حول آلية توزيع المساعدات، حيث تُفضل الولايات المتحدة وإسرائيل العمل من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، بينما ترفض الأمم المتحدة التعاون معها وتشكك في حيادها، متهمة الآلية بدفع السكان إلى النزوح القسري.