
صالحة عسيري: «معين» فتح لي آفاقًا جديدةً في التأثير المجتمعي.. ونقلتُ الأثر من القاعة إلى أسرتي والميدان التربوي
إشراقة رؤية _ مكة المكرمة
انطلاقًا من نجاح برنامج «معين» التابع لشركة تكامل التنمويّة، واستمراره على مدى عشرة أعوام، بما أثمر عن تطوير أكثر من ٧٤٠ مستفيدة، إذ يُعَدّ «معين» برنامجًا يهدف إلى تطوير وتمكين خريجات الأقسام الشرعيّة وتزويدهنّ بالمهارات اللازمة للقيادة والتأثير، ولرصدِ بعض ملامح الإنجاز، سُررنا بإجراء هذا الحوار مع أ.صالحة عسيري، إحدى خريجات «معين» و«معين النخبة»، لنسلّط الضوء على مخرجات البرنامج، ونُتوِّج الجهود المبذولة في التطوير والتمكين، ونستكشف الأثر الذي تركه «معين» في مسيرتها المهنيّة والمجتمعيّة.
أكّدت أ.صالحة عسيري أن البرنامج شكّل لها قاعدةً صلبةً لبناء مهاراتها القياديّة والشرعيّة، حيث جمعت لقاءاته بين الطرح الواقعي والأساليب التطبيقيّة، حضورًا وعن بُعد، ومن اللقاءات التي شكّلت علامةً فارقةً في رحلتها: الإلقاء، وأحكام المرأة، ولقاءات القراءة السريعة التي قدّمت تدريبًا عمليًّا يوميًّا، ساهمت في صقل خبراتها وتنمية قدراتها على الفهم وسرعة الاستيعاب.
ورغم ما واجهته من تحدياتٍ في التوفيق بين متطلبات الأسرة والبرنامج، أشارت إلى أن تنظيم الوقت كان مفتاح التيسير بعد التوكّل على الله، ومع كلّ الصعوبات، استطاعت أن تخوض تجربةً ثريّةً شاركت فيها في عددٍ من المشاريع النوعيّة، من أبرزها: مبادرة «بيئتي صديقتي» الموجَّهَة لطالبات المدارس، ومبادرة «تراحيب» التي هدفت إلى تعزيز مكانة كبيرات السن وغرس توقيرهنّ في نفوس الطالبات، وفي بُعدٍ آخر من التجربة، أنجزت بحثًا علميًّا بعنوان «أثر الكمامة على الحجاب»، بُني على استبيانٍ إلكترونيّ تجاوز أكثر من ٤٠٠٠ إجابة خلال ٢٤ ساعة، ففاق التوقّعات، ولاقى تفاعلًا واسعًا من المشاركين، وبيّن قدرتها على توظيف أدوات البحث في معالجة المسائل الشرعيّة المعاصِرة.
كما أفادت بأنّها بعد البرنامج لم تكتفِ بالتلقّي، بل نقلت الأثر إلى الدار النسائيّة التي كانت تُشرف عليها، فقدّمت المسابقات الأسبوعيّة، وشاركت المنسوبات بالمفاهيم التربويّة التي نهلتها من «معين»، وأشارت إلى تأثّرها العميق ببعض البرامج التوعويّة، مثل مشاركتها مع بقيّة الزميلات في دار فتيات الأحداث، مؤكدةً أن ما طُرِح من مضامين إيمانيّة وتربويّة -ومنها تفسير قصة يوسف عليه السلام بما تحملُه من معانٍ في البلاء والصبر والتثبيت- كان له الأثر البليغ في تغيير سلوك المستفيدات وملامسة حاجاتهنّ النفسيّة والتربويّة.
واختتمت حديثها بالتعبير عن سعادتها بهذه التجربة، مشيرةً إلى عزمها على العودة لميدان التعليم بعد انقطاعٍ دام عامين، لتفعّل ما اكتسبته من مهاراتٍ وتغرسها في طالباتها، مؤكدةً أن «معين» لم يكن مجرد برنامج تطوير، بل نقطة تحوّل، وحكايةٌ لن تُنسى.