
مسجد نمرة يحتضن ملايين الحجاج في يوم عرفة.. روحانية تتجدد”
إشراقة رؤية _ فاطمة عبدالله
الخميس 5 يونيو 2025 م / 9 ذو الحجة 1446هـ
في مشهد إيماني تهتز له القلوب وتدمع له العيون، ووسط تدفق روحاني لا يُوصف، توافد حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات، استعدادًا للاستماع إلى خطبة عرفة التي تُلقى سنويًا في هذا اليوم العظيم، إيذانًا بأعظم أركان الحج: الوقوف بعرفة.
مع إشراقة شمس يوم الخميس الموافق 9 ذو الحجة 1446هـ / 5 يونيو 2025م، بدأ آلاف الحجاج بالزحف نحو مسجد نمرة، أحد أبرز معالم مشعر عرفات، حيث يُلقى من على منبره خطبة يوم عرفة، التي ينتظرها المسلمون حول العالم كل عام، ويتابعونها عبر شاشات البث المباشر، بوصفها لحظة جامعة لكلمة الإسلام، ومصدر إشعاع روحي وفكري.
📜 خطبة عرفة: صوت الوحدة والرحمة
يبدأ توقيت خطبة يوم عرفة رسميًا قبل صلاة الظهر في مسجد نمرة، حيث يحتشد ضيوف الرحمن في مشهد روحاني عظيم، ويُنصت الملايين حول العالم لهذه الخطبة عبر شاشات التلفاز أو البث المباشر. وقد أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية
تبدأ خطبة يوم عرفة في تمام الساعة 12:00 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة.
وسيتولى الخطبة هذا العام الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، الذي تم اختياره لما يتمتع به من عمق علمي وحضور مؤثر، وخبرة كبيرة في تناول القضايا الشرعية والاجتماعية بأسلوب متزن وشامل.
تمثل خطبة يوم عرفة امتدادًا لخُطب رسول الله ﷺ، وأشهرها خطبة الوداع، التي ألقاها على صعيد عرفات في حجته الأخيرة. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت خطبة عرفة شعيرة سنوية عظيمة، لها أبعاد روحية ودينية واجتماعية.
🕌 مسجد نمرة.. رمز العرفات وروح الخطبة
يعد مسجد نمرة من أبرز معالم يوم عرفة، حيث تُلقى منه الخطبة وتُقام فيه صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد امتلأت ساحاته بالمصلين وسط تنظيم دقيق وخدمات ميدانية متكاملة من الجهات الأمنية والصحية، التي سهّلت حركة الحشود وسط أجواء مفعمة بالسكينة والخشوع.
سخّرت الجهات المعنية كامل طاقتها لضمان راحة الحجاج، حيث تم توفير مظلات، وخدمات طبية وإسعافية، ومياه مبردة، ومسارات منظمة لوصول الحجاج وخروجهم، إضافة إلى خدمات الترجمة الفورية للخطبة بترجمة فورية بعدة لغات عبر الإذاعة والهواتف الذكية.
هذا اليوم هو موسم للتوبة وتجديد العهد مع الله، وهو فرصة لمن لم يحج أن يشارك بصيامه، ومن حج أن يشارك بالذكر والدموع والخشوع.فلنستقبل هذا اليوم بالإخلاص، ولنجعل خطبته بوابة لتجديد النية، وإصلاح الحال، واستقبال العيد بقلوب نقية، راجين رحمة الله ومغفرته ورضاه.
ختاماً في هذا اليوم الذي يعبق بالإيمان، تتجلى عظمة الإسلام في وحدة الملايين على صعيد واحد، بقلوب خاشعة، وألسنة تلهج بذكر الله، ليرتسم مشهد لا يشبهه مشهد، عنوانه: “الكل واقف بين يدي الله، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين عربي وأعجمي، إلا بالتقوى.”