
رونالدو يتحدى الزمن: موسم أسطوري في عمر الـ39
إشراقة رؤية _ أريج علوي
في زمنٍ تتسارع فيه خطى الاعتزال عند معظم لاعبي كرة القدم بعد الثلاثين، يظهر كريستيانو رونالدو، نجم النصر السعودي، كاستثناء مذهل يحطّم القواعد ويعيد تعريف معايير العطاء في عالم الرياضة. فمع نهاية موسم 2024-2025، سجّل النجم البرتغالي 42 هدفًا وصنع 13 هدفًا آخر، مسجلًا بذلك أحد أفضل مواسمه التهديفية منذ خروجه من ريال مدريد، رغم بلوغه التاسعة والثلاثين من عمره.
أرقام تتحدث عن نفسها
من خلال 44 مباراة خاضها هذا الموسم مع النصر في مختلف البطولات، سجل رونالدو هدفًا بمعدل يكاد يقترب من هدف في كل لقاء. لم تكن الأهداف وحدها دليلًا على براعته، بل أيضًا دقة تمريراته، وقراءته الذكية للملعب، وقدرته على استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى لحظات حاسمة. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة تسديداته الناجحة بلغت 72.5%، في حين تجاوز عدد أهدافه المتوقعة (xG) بفارق 4.2 أهداف، وهو ما يعكس قدرته على إنهاء الفرص بطريقة استثنائية.
قيادة داخل وخارج الملعب
بعيدًا عن الأرقام، يمثل رونالدو عنصرًا قياديًا داخل غرفة الملابس. فقد أظهر تأثيرًا كبيرًا على زملائه من اللاعبين المحليين والأجانب، وكان له دور في رفع مستوى الاحترافية داخل الفريق. كما أصبح رمزًا للالتزام والانضباط الرياضي، حيث يواصل تدريباته الفردية بجدية نادرة، مما يدفع اللاعبين الشباب للاقتداء به.
تأثير عالمي ومحلي
ساهم وجود رونالدو في رفع أسهم الدوري السعودي عالميًا. إذ تزايدت نسب المشاهدة، وتحسنت عقود الرعاية، وبدأت أندية أخرى بجذب نجوم عالميين على خطاه. وعلى المستوى المحلي، أسهمت مشاركته في تحفيز الجماهير وزيادة التفاعل الإعلامي مع مباريات النصر، وأعاد الأضواء إلى الملاعب السعودية بطريقة لم تحدث منذ عقود.
رسالة رياضية وإنسانية
ما يقدمه رونالدو اليوم ليس مجرد أهداف أو بطولات، بل رسالة عميقة مفادها أن العمر لا يشكل عائقًا أمام الطموح. إن مثابرته، والتزامه، واحتفاظه بذات الروح القتالية التي عُرف بها منذ بداياته في سبورتينغ لشبونة، تبرهن أن النجاح ليس حكرًا على الشباب، بل هو نتيجة شغف لا ينطفئ.
موسم للتاريخ
بين الأرقام اللافتة والحضور القيادي، يمكن القول إن موسم 2024-2025 كان أحد أبرز محطات كريستيانو رونالدو. وربما لا تكون هذه سوى بداية جديدة لفصل آخر من فصول مسيرة أسطورية لا تعرف التراجع. فكلما ظنّ البعض أن الوقت قد حان لتراجع مستواه، يردّ “الدون” في الميدان: أنا هنا، ما زلت الرقم الأصعب.