
حماس تراجع الرد الإسرائيلي على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة
إشراقة رؤية _ أريج علوي
3 ذو الحجة 1446 هـ / 30 مايو 2025 م
في تطور جديد على صعيد المساعي الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس اليوم الجمعة أنها تلقت الرد الإسرائيلي على المقترح الأميركي بشأن هدنة في القطاع، وتقوم حاليًا بدراسته “بدقة ومسؤولية”، رغم تأكيدها أن الرد لا يلبّي أيًا من المطالب الفلسطينية المشروعة.
وأوضح باسم نعيم، القيادي في الحركة، في تصريح لوكالة رويترز، أن “الرد الإسرائيلي يهدف في جوهره إلى ترسيخ الاحتلال ولا يستجيب للمطالب العادلة لشعبنا، وفي مقدمتها وقف العدوان ورفع الحصار”. وأضاف أن حماس ما زالت تدرس المقترح بشكل مسؤول، في إطار الحرص على المصلحة الوطنية.
وكان البيت الأبيض قد أكد في وقت سابق أن إسرائيل وافقت على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، حيث صرّحت المتحدثة باسمه، كارولاين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي، أن “تل أبيب وقعت على الخطة قبل إرسالها إلى حركة حماس”، مشيرة إلى أن المفاوضات لا تزال جارية.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن “الولايات المتحدة تواصل جهودها المكثفة لوقف الحرب”، ووصفت موافقة إسرائيل على المقترح بأنها خطوة مهمة.
لكن مصادر مطلعة على المفاوضات أكدت أن المقترح الأميركي الجديد يُعد “تراجعًا” عن الطرح السابق، إذ لم يتضمّن التزامًا واضحًا بمفاوضات تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، كما كان الحال في المبادرة السابقة.
ويقضي المقترح الحالي بهدنة مؤقتة لمدة 60 يومًا قابلة للتمديد إلى 70، يتخللها الإفراج المتبادل عن الأسرى. وبحسب مصدرين قريبين من المفاوضات، يشمل الاتفاق الإفراج عن عشرة أسرى أحياء وتسعة قتلى من الجانب الإسرائيلي، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين خلال الأسبوع الأول، مع تنفيذ عملية تبادل ثانية بنفس العدد في الأسبوع الثاني.
ويأتي هذا الحراك السياسي في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، حيث تتفاقم أزمة الجوع وسط دمار واسع النطاق نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، التي استؤنفت منتصف مارس الماضي بعد هدنة قصيرة دامت شهرين.
يُذكر أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 شهرًا، اندلعت عقب هجوم مفاجئ شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن موجة من العنف غير المسبوق، لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.
في انتظار الرد الرسمي من حماس، تبدو الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مصير هذا المقترح، ومدى قدرته على التمهيد لمسار سياسي ينهي نزيف الدم المستمر في القطاع.