جاهزون على مدار الساعة.. الإسعاف الجوي يختصر المسافة بين الحياة والخطر
إشراقة رؤية _ فاطمة عبدالله
الإثنين 2 يونيو 2025 م / 6 ذو الحجة 1446 هـ
في مشهد يعكس الجاهزية القصوى والتطور النوعي في منظومة الخدمات الصحية بالمملكة، أعلنت هيئة الهلال الأحمر السعودي عن تسخير 11 طائرة إسعاف جوي وتهيئة 13 مهبطًا طبيًا في مناطق المشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ. هذه الخطوة تؤكد على التزام المملكة بحفظ أمن وسلامة الحجاج، وتجسد التكامل بين الجهود الطبية والإغاثية والتقنية المتطورة التي تتسابق لخدمة الإنسان في أشرف بقاع الأرض.
في إطار الاستعدادات المبكرة لموسم الحج لهذا العام، كثّفت الجهات المختصة، وعلى رأسها هيئة الهلال الأحمر السعودي بالتعاون مع هيئة الطيران المدني ووزارة الصحة، جهودها لتوفير بنية تحتية متقدمة
11 طائرة إسعاف جوي مجهزة بالكامل بوحدات العناية المركزة وأطقم طبية مدربة على التعامل مع الحالات الطارئة بمهنية عالية.
13 مهبطًا طبيًا موزعة بدقة استراتيجية داخل المشاعر المقدسة، منها منى، عرفات، مزدلفة، ومحيط الحرم المكي، بهدف تسهيل سرعة الوصول للحالات الطارئة ونقلها فورًا إلى المستشفيات المرجعية.
وقد تم تفعيل مركز تنسيق عمليات الإسعاف الجوي بالتعاون مع غرفة القيادة والتحكم، لرصد البلاغات والنداءات الطبية، وتحديد أولويات الإقلاع والهبوط في الحالات الحرجة، خاصة تلك التي تستدعي النقل الجوي الفوري مثل: السكتات القلبية، الإصابات البالغة، أو الأزمات التنفسية المزمنة.
كل طائرة إسعاف مزودة بأجهزة مراقبة حيوية، وأجهزة إنعاش قلبي، وأدوية الطوارئ، إلى جانب كوادر طبية تضم أطباء وممرضين ذوي كفاءة عالية. كما تم تخصيص فرق دعم أرضية تتولى تأمين مواقع الهبوط، وضمان انسيابية عمليات الإخلاء داخل التجمعات الكبرى، مع اتخاذ تدابير السلامة والحشود.
وتعكس هذه الاستعدادات رؤية المملكة في تقديم خدمة صحية آمنة وعالية الجودة تواكب معايير الطيران الطبي العالمي، بما يتوافق مع تطلعات رؤية السعودية 2030 في تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية الشاملة.
في موسم الحج، حيث يحتشد الملايين من المسلمين لأداء الركن الخامس من الإسلام، يقف الإسعاف الجوي السعودي كـ”درعٍ طائرٍ” يذود عن صحة الحجاج، ويختصر الزمن والمسافات للوصول إلى من يحتاج المساعدة. هذه المنظومة المتكاملة ليست فقط استجابة طبية، بل هي رسالة إنسانية تعكس عمق العناية الملكية والرؤية المستقبلية لبلاد الحرمين، حيث تبقى سلامة الحاج أولاً، في الأرض… وفي السماء.
