الأخبار المحلية

المصع.. كنز البادية المعمر يزين سفوح شمال المملكة

إشراقة رؤية _ فاطمة عبدالله

الأحد 3 اغسطس 2025 م / 9 صفر 1447 هــ

وسط الطبيعة البرية في شمال المملكة العربية السعودية، تبرز ثمرة “المصع” كإحدى أقدم الفواكه البرية التي ارتبطت بحياة البادية وذاكرة الأجداد. هذه الفاكهة النادرة، التي تنمو دون تدخل بشري، لا تزال تصمد في وجه الزمن، وتروي حكاية الأرض والناس في مشهد يختزل عبق التراث البيئي والغذائي للمنطقة.

“المصع” هو ثمرة برية صغيرة تنمو في الأودية والمناطق الجبلية بشمال المملكة، خاصة في مناطق مثل الجوف وتبوك وأجزاء من الحدود الشمالية. وتنمو هذه النبتة دون أي رعاية زراعية، معتمدة على مياه الأمطار وتربتها الصحراوية الصلبة، لتصبح جزءًا من هوية البادية البيئية والغذائية.

وتعرف شجرة المصع كذلك باسم «فاكهة البادية»، وتنمو في شمال المملكة من طبرجل حتى القريات وتنتج ثمارا حمراء تشبه الكرز وتعرف بمذاقها الطيب وتعتبر جزءا من ثقافة أهل الجوف وعلاقتهم بالأرض،

ويقبل عليها سكان البادية كوجبة خفيفة، أو تُستخدم في بعض الوصفات الشعبية، لما لها من فوائد صحية وفق الموروث الشعبي، ويقول كبار السن في المنطقة إن المصع كان جزءًا من غذاء الرحّل، يتناولونه أثناء تنقلاتهم الطويلة، نظرًا لخفة حمله وقدرته على التحمل لفترات طويلة دون تلف. كما أن القطاف يتم في أوقات معينة من السنة، حيث تكون الثمرة ناضجة وممتلئة، وهو ما يمنحها طعمها المميز.

ورغم دخول التقنيات الزراعية الحديثة وتنوع الأغذية، لا يزال المصع حاضرًا في الأسواق الشعبية والفعاليات التراثية، حيث يُعرض إلى جانب منتجات البادية الأخرى مثل السمن البلدي والزعتر البري، كرمز للأصالة والصمود البيئي.

ختاماً فاكهة المصع ليست مجرد ثمرة موسمية، بل تمثل رابطًا حيًا بين الإنسان والطبيعة في شمال المملكة، وتختصر في تفاصيلها البسيطة تاريخًا من الاعتماد على الأرض وخيراتها. وبين وعورة الجبال وصفاء الأودية، يبقى المصع شاهدًا على جمال البادية، وكنزًا بريًا على مر السنين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى