الاحتلال يختطف متضامنين دوليين من سفينة “مادلين” ويواصل المجازر في غزة والضفة
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الإثنين 9 يونيو 2025 13ذو الحجة 1445
في اليوم الرابع والثمانين من استئناف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، شهدت الساحة الفلسطينية تطورات خطيرة تؤكد تصعيد الاحتلال لجرائمه، ليس فقط بحق الفلسطينيين، بل أيضًا بحق المتضامنين الدوليين الذين يحاولون كسر الحصار.
فقد أعلن تحالف “أسطول الحرية” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أقدم على اختطاف المتضامنين الدوليين على متن سفينة مادلين، التي كانت تبحر في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة ضمن مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض منذ أكثر من 17 عامًا. وأدان التحالف هذا الفعل ووصفه بـ”القرصنة البحرية”، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين.
وفي أول تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس السفينة، مؤكدًا أنه أصدر أوامره بمنع وصولها إلى غزة “بأي وسيلة”، معتبرًا أن تل أبيب لن تسمح بأي محاولة لكسر الحصار أو دعم ما وصفه بـ”العدو”.
في قطاع غزة، استشهد 44 فلسطينيًا منذ فجر الأحد، بينهم 13 مواطنًا قُتلوا برصاص الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات التي تقيمها قوات الاحتلال ضمن ما تسميه “مناطق آمنة”، في مشهد يتكرر منذ بداية الحرب ويؤكد، وفق منظمات حقوقية، أن الاحتلال يستخدم المساعدات كفخ لاستهداف المدنيين الجوعى.
وتأتي هذه الجرائم وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع، في ظل تردٍ إنساني غير مسبوق، وانهيار كامل للمنظومة الصحية، وشح في المياه والغذاء والدواء.
وفي الضفة الغربية، واصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية، واقتحم عددًا من البلدات والقرى في مناطق مختلفة من الضفة، تخللها اعتقالات ومواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
وفي تطور خطير، أقدم مستوطنون على إعادة بناء بؤرة استيطانية غير قانونية على أراضي بلدة سنجل شمال رام الله، وسط حماية من جنود الاحتلال، في تحدٍّ واضح للقانون الدولي وقرارات المجتمع الدولي التي تجرّم الاستيطان في الأراضي المحتلة.
تزامنت هذه التطورات مع تجدد الدعوات الدولية لوقف الحرب، وسط إدانات متزايدة للجرائم المرتكبة بحق المدنيين والمتضامنين. وطالبت منظمات إنسانية بإجراء تحقيق دولي فوري في حادثة اختطاف سفينة مادلين، وبتوفير ممرات إنسانية آمنة للمساعدات والمتضامنين.
في المقابل، لا تزال الحكومة الإسرائيلية تواصل نهجها التصعيدي، متجاهلة جميع الدعوات الدولية، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر.
