
“الأشجار الحارسة … المانجروف تحرس الشواطئ وتنعش البيئة البحرية
إشراقة رؤية _ فاطمة عبدالله
الثلاثاء 26 أغسطس 2025 / 3 ربيع الأول 1447 هـ
على امتداد سواحل جازان الجنوبية، تقف أشجار المانجروف شامخة كعين ساهرة وحارس أمين للبحر، حيث تلعب هذه الغابات الساحلية دوراً محورياً في حماية الشواطئ وتعزيز التوازن البيئي. وقد أصبحت المانجروف رمزاً للاستدامة الطبيعية ومكوناً أساسياً في الجهود الوطنية للحفاظ على البيئة البحرية ضمن “رؤية السعودية 2030″.
تغطي غابات المانجروف مساحات واسعة من سواحل جازان، مشكلةً منظومة بيئية فريدة تساهم في حماية الخط الساحلي من التعرية والعواصف البحرية، كما تعمل على تثبيت التربة ومكافحة انجراف الرمال. ولا يقتصر دورها على الحماية فحسب، بل تعد مأوى مهماً للطيور البحرية والأسماك والكائنات الصغيرة التي تجد بين جذورها المائية بيئة مثالية للتكاثر والنمو.
وتتميز المانجروف بقدرتها الفائقة على امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، لتكون بذلك درعاً طبيعياً يحد من آثار التغير المناخي ويساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية. وهذا ما جعلها تحظى باهتمام خاص من الجهات البيئية في المملكة، التي تعمل على التوسع في برامج التشجير والحماية للحفاظ عليها وتنميتها.
وقد أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي عدة مبادرات لإعادة تأهيل مساحات جديدة من المانجروف، ضمن جهود وطنية تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي البحري ورفع الوعي بأهمية هذه الأشجار. كما تشكل غابات المانجروف مقصداً بيئياً وسياحياً، حيث يقصدها الزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة واستكشاف التنوع البيولوجي الذي تحتضنه.
تمثل أشجار المانجروف في جازان أكثر من مجرد غطاء نباتي ساحلي؛ فهي خط الدفاع الأول للسواحل، وركيزة بيئية واقتصادية وسياحية مستدامة. وبفضل الجهود المبذولة للحفاظ عليها، تواصل هذه الأشجار القيام بدورها كـ”حارسة البحر” ودرعٍ طبيعي يعزز مكانة المملكة في حماية التنوع البيئي وصون ثرواتها الطبيعية للأجيال القادمة.