القصص

وهْم المنصِب

بقلم / هدى منصور 

بالسلاح يمكنك الجلوس على كرسي الحكم ، لكن لا يمكنك البقاء طويلا
بوريس يلتسين

أتعجب من بيئة العمل المبنيه على الانحياز والظلم والنميمة والتعالي بمناصب على ورق بمجرد صعودها سلم دون الجلوس على العرش ،

أتعجب من إدارة تظهر قوتها وبداخلها ضعف ونقص بمجرد حصولها على دعم من بعض صغار العقول والمحرضين لإسقاط بعض ممن يملكون طموحاً .. وهدفهم لُقمة عيشهم فقط ، تاركين خلفهم أساسيات عمل وإدارة حقيقة وخلق بيئة مرنة لتطوير موظفيهم ، والركض وراء الدمار والطموح ..

كان من الممكن أن يصل الشغف إلى الموظف بقليل من الدعم ،والنظر لجوانبه الحقيقة في العمل ، كالتزامه بالحضور والانصراف ، وقيامه بجميع المهام على أكمل وجه دون أي تذمر ، والاكتفاء بموظف أظهر نفسه بعكس ماهو عليه فقط بقليل من القيل والقال و ردات فعل مليئة بالانتقام لمواقف كان من الممكن أن تكون له نقطة تحول ناجحة  لو نظر إليها من جانب إيجابي لمصلحته ،، وأكتفي بالبحث وراء أي ثغره لينصف نفسه حتى لو كان ذلك بالكذب والافتراء ،،
فوصل به الحال إلى أن يتسلق على جهود غيره وإظهار نفسه بصورة الشخص صاحب الثقة ، متناسياً فشله وقبح صورته فيما يفعله..
إن بيئة العمل هي مجتمعٌ صغيرٌ يجب أن يكون قائم على فلسفةٍ وقيمٍ معينة وثابته، يستشعرها  أفرادها بعيداً عن أولئك  الذين لا يؤمنوا بهذا القيم ..

كيف لمثل هؤلاء النوم بضمير مطمئن واحتضان وسائدهم؟!
كيف لهم السير بين ضحاياهم بكل جبروت ؟!
أحقاً المناصب تُجَرّد البشر من ضمائرهم ؟!

إن أقسى مرض عرفته البشرية – داء العظمة وتقدير الذات المُبالغ فيه ..

للحد الذي يشعرهم أنهم الأفضل وكأنه الأكسجين الذي لا يمكن أن يتم أي شيء بدونه حتى وصل بهم الحال من صعود إلى صعود
إن ظهور الآخرين دون إدراكهم لأذيه من حولهم .. بالمقابل رفضهم أن يتأذوا أو أن يتوجه لهم أصابع الاتهام …!

على المرء أن يحب نفسه ولكن ليس لدرجة الأنانية ..

فالأنانية مرض عضال يرسم للمرء أوهام العظمة الجوفاء حتى يأتي اليوم الذي يفتقد فيه لذته للحياة ونقائها، غير مُدرك لأذية نفسه أكثر ممن هم حوله …

من أقوال رينيه ديكارت “كلما أساء لي أحد أحاول أن أرفع روحي عاليا بحيث لا تستطيع الإساءة الوصول إليها”

أبحث عن طُهرك وبشريتك التي افتقدتها وساعد في إزالة قذارة صغار العقول لكي يبقى كل من حولك كما أردت وكما رغبت حتى ترتقي ويرتقي كل من هم حولك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى