
لأمم المتحدة تحذر: السودان يواجه أكبر كارثة جوع في العالم
إشراقة رؤية _ أريج علوي
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه حاليًا “أكبر كارثة جوع في العالم”، مع وصول عدد من يواجهون الجوع الحاد إلى نحو 24.6 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف السكان.
وأوضح البرنامج أن ما لا يقل عن 638 ألف شخص يعيشون في ظروف تصنّف ضمن المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مستوى “الجوع الكارثي”، ما يجعل السودان الأعلى عالميًا من حيث عدد المتأثرين بهذه الدرجة من الأزمة.
وقد تم تأكيد المجاعة رسميًا في عشرة مواقع، ثمانية منها في ولاية شمال دارفور، من بينها مخيم زمزم الذي كان يأوي أكثر من 500 ألف نازح قبل أن يسقط مؤخرًا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، في ظل تصاعد القتال بينها وبين الجيش السوداني.
الوضع الميداني يزداد سوءًا
تشهد مناطق عدة في السودان، لاسيما دارفور والخرطوم، تدهورًا متسارعًا في الأوضاع الأمنية والإنسانية. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن الهجمات المتكررة على مخيمات النازحين، مثل زمزم وأبو شوك، أسفرت عن مقتل المئات بينهم عاملون في المجال الإنساني.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن نحو 400 ألف نازح فروا من مخيم زمزم وحده خلال أبريل، في وقت يعاني فيه طفل من بين كل ثلاثة أطفال في بعض المناطق من سوء تغذية حاد.
دعوات عاجلة للتدخل
جدد غوتيريش دعوته إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، محذرًا من أن موسم الأمطار المقبل ونقص التمويل قد يؤديان إلى مزيد من التدهور. كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوضع حد للمأساة المتفاقمة.
ويُعد النزاع المستمر منذ عامين سببًا رئيسيًا في تدمير البنية التحتية وتعطيل سبل العيش، مما جعل الملايين من السودانيين، خاصة النساء والأطفال، في مواجهة مباشرة مع خطر المجاعة، والهروب الجماعي نحو حدود تشاد ودول الجوار بحثًا عن الأمان.