نجاة العباسي تكتب: افخر ولا تغتر

بقلم: نجاة العباسي
اجعل فخرك بنفسك فخر اعتزاز وليس تفاخر غرور، افخر بوالدك لأنه كافح من أجلك، ولم يتعصب تعصّب الجاهلية،
لا تخجل من أصلك، وكن دائمًا رافعًا رأسك بدولتك بهويتك لا تصل لدرجة التكبر، ولا تكن مُعيبًا لغيرك لا تحقر شخصًا وتظن بأنك أفضل نسبًا، لم تُخلق بطين أفضل من طينهم كلنا خلقنا سواسية والفروقات بيننا تُقاس بالتفاضل والتقوى، افخر بإنجازاتك وأعمالك لا بأصلك وأصل أجدادك، حاول دائمًا أن تضع بصمة لنفسك بصمة تجعل والديك والجميع يفخروا بك.
لا تستخدم كلمة أنا مُكرِرًا إياها بداعي الغرور، أو أنك فعلت أفضل من غيرك، ولا تميل للتعالي على الآخرين، أتظن أنك تمتلك الآخرين؟
لا أحد يملك أحد تعامل مع الآخرين باللين واللطف، لا تنسى أنك بيوم ستُصبح مثالاً لغيرك فكن مثالًا حسنًا.
وتذكر في كل مرة تحتقر بها شخص أو عمل مهما بلغ منصبك أن الله خلقنا جمعياً لنكمل بعضنا، ونساهم في إعمار الأرض معاً، فلو خلقنا جميعنا تُجَّار لما وجدنا من يشتري، ولو كنا جميعًا مُهندسون لما استفاد أحد، لكن لكلٍ منا مهنته وصنعته، فهذا تاجر وذاك مهندس، وغيره محامي، هذا حارس، وتلك خادمة لكلٍ منا مكانته حتى نتمكن من العيش وكل منا يستفيد من الآخر.
لذلك افخر فخر اعتزاز ولا تتكبر على غيرك لأنك في الأخير تَكملُ بالآخرين، فنجاحك جاء من دعم غيرك لك، تواضع وعامل الناس بالإنسانية لأنك جزء منهم، تعوذ دائمًا من الكِبر واجعل نجاحك ومنصبك سببًا لمحبة الناس لك، اسأل نفسك لو كنت جباراً مُتعجرفاً واعتدت على ذلك؟ وابتعد عنك الآخرين، هل تستطيع مواصلة نجاحك؟ بالطبع لا.
ما فائدة النجاح الّذي يتبعه غرور وجعل من أحبوك يبتعدوا عنك ،لذلك فرق بين فخر الاعتزاز، وفخر الغرور الجاهلي.