مقالات
أخر الأخبار

مشاعر ضيوف الرحمن

لا نتكلم اليوم عن قصه ولا عن خيال، حكايتي اليوم عن حجاج بيت الله الحرام يأتون إليه من أنحاء العالم مهللين مكبرين رافعين أصواتهم للرحمن، يمحو عنهم ويتقبلهم برحمته.

مشاعر صادقة وأعين باكية، وقلب عرف بمعنى الحب والاشتياق إليه، حديثهم كل سنة يتجدد وعهدهم للرحمن لا يتوقف، أفواج ليس بمئة أو ألوف، أفواج بملايين يأتون مقبلون على أطهر بقاع العالم منهم.

ومنهم من باع كل ما يملك، ومنهم من جمع كل قرش يمتلك، ومنهم من حدث الناس بحلمه وأتاه مكتسباً. لكل حاج حكاية وحلم. يصلون إلى الحرم وأول لقاء لهم مع الكعبة المشرفة. منهم من بكى، ومنهم من سجد، ومنهم من وقف مندهشاً لعظمة الرحمن وهيبة المكان. أعينهم معلقة تطلب المغفرة، وألسنتهم صادقة، وقلوبهم باكية، راجين ومرجين توبتهم وصفاء دنياهم ومحو كتبهم

يأتون بآثامهم ومعاصيهم، ثم يغادرون وقد محاها الرحمن، فهم يعودون كأنهم يوم ولدوا، حيث يُمحى عنهم كل ذنب ويُطهر كل جسد. هنيئًا لمن اكتسب الأجر، وهنيئًا لمن طاف وسعى وهلل وكبر، هنيئًا لكل حاج يقف أمام الكعبة يطلب الجنة بغير حساب، وهنيئًا لكل أم وأب وعائلة أوصلتها الرحمة إلى جبل عرفات وأكملت مناسك الحج.

هنيئًا للأمة، التي تمثل مصدرًا للعطاء والإصرار، “لبيك” لمشهد يتجدد كل عام، بأرواح مختلفة، أجد صعوبة في وصف جزء من تلك الشعور، فضيوف الرحمن وملائكتهم يطوفون مسرورين لخالق الكون، وجمال وعظمة بيت الله. يأتون ليقولوا لنا من بقاع الأرض أن ديننا وإسلامنا هما الأعظم، وأن وطننا هو الأمن، ورسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي الحقيقة.

هذا هو ديننا وإسلامنا ووطننا، وهو أمان وسنحشر بناءً على هذا العهد في الدار الآخرة للقاء الله.

بقلم: ميسة بايعشوت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى