
بقلم 🖋: وصايف القحطاني
هل كان للإنسان قضية غير فتيله الذي لم ينطفئ منذ وجوده إلى الآن؟، وجود الإنسان وماهيته التي تبعثر كل الأدوات التي من حوله، والترددات التي تسعى دائما أن تجد حلا ما؛ لا أعرف ما خيوط هذه القضية وما هي غايتها ولكن السعي الحثيث لفهمها لا زال قائما؛ تتجدد المصطلحات والمعطيات لفهم هذا المركب الذي يمتلئ ويتخوف ويسيل ويندفع ويندمج؛ فجميع الحالات الكيميائية يستطيع الانغماس بها بمجرد أن يحرر شعوره ويتشكل بحضور إشكاليته المعقدة؛ عندما تقرر أن تستوعب هذه القلعة الحصينة التي تتمركز حول ذاتها المتألمة فإنك في اللحظة الأولى ترى معتصما مفتولاً بالآنفة التي تنفي كل تقديراتك لاتجاه هذا الإنسان؛ الاقتراب يبدأ بحذر متناهيا حتى لا تلسع كبرياءه؛ هل الكبرياء غلاف جوي يمثل حدود هذا الإنسان أم هو شراع يحتمي به من الانحلال؟.
إنني أشعر أن الإنسان ولد سؤالا فاستطرد بقية حياته يتحرى الإجابة فيقع في شباك المعارك حتى تفضي نفسه للموت فتنتهي قضيته وتدفن معه؛ تبدو كصوره لقصة صامتة والحقيقة أن لا إطار لها بل أتصورها كوعاءٍ لا عمق له وأرى في جهة أخرى أن عمق هذا الوعاء يتوقف عند وعيه فيبدأ من هنا مرحلة الامتلاء دون انتباه؛ اندفق الوعاء فأصبح الغوص معقداً لفك شفرات هذا العمق المكتظ بكل الصدمات التي ابتلعها فسقط على غفلة؛ فصارت الكومة قضية ومن هنا بدأت رحلتك؛ تبدأ بالشك وتنتهي بالأجوبة فهل وصل الإنسان يوما للإجابة؟
أرى في هذا العمق أشكالاً عديدة من الازدحام الذي أشعر ببعضه وبعضه الآخر غير مجدٍ؛ أشبه بالخراب الذي تخلفه العاصفة الجائرة، هل عاش الإنسان مجحفاً وغاشماً أم وديعاً يشعر بعدم الإنصاف كما يدعي؟
ادعاءات هذا المخلوق لا تنتهي فهو يعاني من دوره كفريسةٍ في سجالات العلاقة السامة والباذل كشريك وحبيبٍ رحوم في العلاقة العاطفية؛ وعاتٍ منبوذ لأنه أصبح مدير !
لا ننسى أنه الابن البار في البيئة الوالديه ؛ المفرط لمهامه ليبلغ البطولة؛ هل كانت البطولة غايته؟
إنني أجد تشكلات هذا المخلوق في طينٍ ووعاء والعديد من القوالب العادية في الوهم والمشاعر شيئاً يثير تعجبي كل مرة؛ كيف لوهمٍ غير ملموس يرتديه هذا الإنسان فتضطرب عجلاته ويتغير اتجاهه ويسقط في انحناءات شكوكه ويحدث النقيض إن تقلد باليقين وانتهى الوصول به لبطل يثور لقضيته التي تكبد لأجلها لقطع الظنون فيعود من جديد لأن مسألة الرضا والقبول لم تتحقق فانخرط في ذات الحلقة يخوض هذه المعمعة رغم انقطاع الحماسه.
هل الإنسان مخلوق تجريبي؟ ينقطع في التجربة ليعاود الأخرى في طمع البراهين التي لم تحقق له المعادلة الصحيحة؛ إذا ما هي المعادلة الحقيقية؟-
كتب هذا المقال مثقلا بالأسئلة لايرجو الأجوبة *