د. مازن إسماعيل محمد
تلعب الحياة تحت الماء دورًا حيويًا في تحقيق التنمية المستدامة. يركز الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة على “الحياة تحت الماء” ويهدف إلى الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها بشكل مستدام. تشمل الجهود لتحقيق هذا الهدف منع التلوث البحري بجميع أنواعه، خاصة من الأنشطة البرية مثل الحطام البحري وتلوث المغذيات، وإدارة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية لحمايتها وتعزيز قدرتها على الصمود لتحقيق الصحة والإنتاجية للمحيطات. كما تشمل التصدي لتحمض المحيطات من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤدي إلى زيادة حموضة مياه المحيطات، مما يهدد الحياة البحرية، والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري من خلال حماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض.
تعتبر المحيطات جزءًا أساسيًا من النظام البيئي العالمي، حيث تغطي أكثر من 70% من سطح الأرض وتوفر الغذاء والدخل لملايين الأشخاص حول العالم. هناك العديد من الطرق التي يمكن للأفراد من خلالها المساهمة في حفظ البحار والمحيطات. يمكن تقليل استخدام البلاستيك بتجنب استخدام البلاستيك ذو الاستخدام الواحد مثل الأكياس والزجاجات البلاستيكية، واستخدام بدائل قابلة لإعادة الاستخدام مثل الأكياس القماشية والزجاجات المعدنية. كما يمكن التخلص من النفايات بشكل صحيح وعدم رميها في الشوارع أو الأماكن العامة، حيث يمكن أن تنتهي في المحيطات. يمكن أيضًا المشاركة في حملات تنظيف الشواطئ والمناطق الساحلية للمساعدة في إزالة النفايات والحفاظ على نظافة البيئة البحرية، ودعم المنتجات البحرية المستدامة وتجنب شراء المنتجات التي تساهم في تدمير البيئة البحرية مثل بعض أنواع الأسماك المهددة بالانقراض. التوعية والتعليم حول أهمية الحفاظ على البحار والمحيطات والمشاركة في الأنشطة التعليمية التي تروج للحفاظ على البيئة البحرية يمكن أن يكون له تأثير كبير. وأخيرًا، يمكن تقليل البصمة الكربونية عن طريق استخدام وسائل النقل العامة أو الدراجات أو المشي، مما يساعد في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤثر على تحمض المحيطات. كل هذه الخطوات يمكن أن تساهم بشكل كبير في حماية البحار والمحيطات وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
إن الحفاظ على الحياة تحت الماء ليس مجرد هدف من أهداف التنمية المستدامة، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب جهودًا مشتركة من الأفراد والمجتمعات والحكومات. من خلال اتخاذ خطوات بسيطة ولكن فعالة، يمكننا جميعًا المساهمة في حماية محيطاتنا ومواردها الثمينة، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
