
استيقظتُ مبكرًا، شاهدتُ من خلال نافذتي ذلك الجمال؛ شمسٌ تتلألأ في سماء صافية، أسرعتُ، أخذتُ أوراقي وأقلامي، وذهبتُ إلى ذلك المكان الذي يستهويني؛ ذلك الشاطئ الذي يعمه الهدوء.
وضعتُ أغراضي وجلستُ أمام شاطئ البحر، مسكتُ قلمي ودفتري، وبدأتُ أكتب عنك، وكأني أحادثك، أفرغتُ كل ما في قلبي لك، حدثتُك عن شوقي وحنيني لك. كانت أمواج البحر ما بين جزر ومد ترد على تساؤلاتي، وكأنك أنت من يستجوبني! وتسألني: “أين أنتِ؟ لماذا لا تبقين ساكنة بين أضلعي؟” أصبحتُ خرساء، لا أعلم بماذا أجيبك. هل أخبرك بمدى شوقي وعشقي لرؤيتك، أم أحدثك عن المُ قلبي لبعدك عني؟ اخبرني، أيها البعيد القريب.. هل تعلم حالتي بغيابك؟، ألم تخبرك أمواج البحر عن تلك الأسيرة التي تنتظرك لتفك قيود أسرها؟ غائبي، كم تمنيت حضورك لأكناف قلبي حتى تكف نبضات قلبي عن ضجيجها وهي تبحث عنك بين الأزقة.. وها أنا، أنهي حديثي معك من خلال تلك الأمواج، دون أن أجد إجابة لتساؤلاتي.. بعدها حملتُ أغراضي ورجعت، وهناك ألف علامة استفهام..
فاطمة أحمد آل قاسم