
“أنا، ومن أنا؟”، تلك اللوحة المرسومة داخل برواز، مطلية بماء الذهب!.
عندما نظرتُ إليها، رأيتُ عينان ممتلئتين بالدموع، النظرة كانت خوفًا وهلعًا وصمتًا وحيرةً وربما مزيج من الكل تارة ومن دموع تنزف حتى اللحظة، كيف لي أن أفسر تلك المشاعر المتضاربة؟!، لكنها حقيقة بل عين الحقيقة وما زالت تئن وترتوي من الروح والقلب معا، اعتصرتني الأحزان وفاضت عيناي نزفا بلا انقطاع، نظرتُ إلى المرآة، دققت أكثر حتى اتحدت مع نفسي واندمجت مع روحي المعذبة، ورأيتُ كم كانت القسوة؟ رأيت الألم يصرخ بحنان فاضح ووجع كاسح، لحظات مثلت الواقع على استحياء تتقطر دما والألم شلال صارخ صادح، واقع صادم لكنه صادق، وتجربة عنفوان كلما تناسيتها اشتعلت بركانا وهبت لهيبا، لماذا أنا وكيف لي أن أسامح؟ لا أعرف لكنني لن أهادن أو أصالح، يا ترى، هل هي لوحة مرسومة بسبب الماضي، أم الواقع أو ربما بين البينين خيال واقع؟ قلبي يتوق كي يتوغل في عمق السر أكثر، وكلما توغلت أكثر غرقت أكثر وسكرت بلا خمر، فأنا الطريد المكلوم، الشهيد والشاهد، كل ما أعرفه هو أنني أرغب في أن أصرخ بأعلى صوتي وأحطم البرواز، وجودي ينازع القيود ليعلي صرخة الحرية والبعث من جديد؛ كي أخرج منتصرا من تحت الرماد، ولكن هل ينفع؟ (تتساءل روحي)!. تجيب بقوة وتهتف ألست أنت الذي وقف من جديد وتحدى الجمع فانتصر، أيها المستقبل، اسمع واعي فأنا لا أرجوك وحريتي بيدي، وأملي انطلق بلا توقف وعهدي قاداني إلى النصر والظفر، سجل أيها المستقبل واكتب أيها التأريخ شهادة ميلادي، سجل برأس الصفحة الأولى في أم الملاحم وأول البدايات، نصر أشرق وتيقن، وتحدى الجمع فأجبر، ووقف يرفرف شامخا ضاحكا متبسما..
بقلم/ أ. أحمد آل عيدان