
بقلم 🖋️ : سهام العتيبي
أختبئ خلف الأبواب،
أنظرُ بتمعن هل والدتي هُنا؟
متحمسة بشدة، وأدعو بصوتٍ خافت؛ يا الله أن تذهب لغرفتها؛
أن تفعل شيئًا ما، يا ليت جارتنا تتصل الآن وتذهب لتبادل الحديث معها لساعات ..
يا الله أن يحدث ذلك
لأخرج للخارج ..
فالمطر قد جاء
أودُّ اللعب تحته
والغناء بصوتٍ طفولي،
وأن أضحك بصوتٍ عالٍ يكادُ يسمعه الجميع من حولنا..
أن أستلقي على الأرض غير مباليةٍ بملابسي
إن اتسخت أو لا ..
لا يهمني حتى تلك الحُمى التي أعرف مليًّا أنها ستزورني..
وذلك الدواء المُرّ الذي أشربه بصعوبة وتُعاني والدتي معي بسببهِ
لا أُفكر بشيءٍ سوى المطر،
وقطراته
وهطوله الغزير
واللعب تحته..
لا شيء آخر يهمُّني
رُغم غَضب والدتي
أُمي تغضب بشدة، وتقول لي دائمًا
“افعلي كل شيء، عدا الخروج خارجًا وقت نزول المطر”
كانت تبكي أحيانًا بسببي
وأندم بشدة!
وأتساءل هل أُمي تحبني كثيرًا لدرجة البُكاء
عندما أخرج؟
هل حقًّا لا تريد لي أن تزورني الأتعاب؟
تساؤلات عديدة تراودني
لكن حُبي الشديد للمطر كان يفوقني
ويحتويني يومًا بعد يوم..
ثم تأخذني الذكرى لأتذكر أخي “سامر”
كان يُحبُّني كثيرًا،
وهو أيضًا مثلي يُحب المطر!
وأحيانًا كثيرةً كنتُ أشعر أنهُ يُحبه أكثر مني..
ولعلي اعتدت وأحببتُه هكذا بسببه هو..
كُنا نفعل مثلي الآن..
نتوارى خلف الأبواب ننتظر دخول أُمي لغرفتها بعد أن أطفأت التلفاز وجميع الأجهزة الموجودة
ونذهب للخارج بجانب المنزل نلعب ونركض هُنا وهناك..
“طفلان يُحبّان المطر”
حتى جاء ذلك اليوم المروع..
في الساعة الثانية بعد الظهر، هطل المطر بغزارة
وخرجنا للخارج مثل المُعتاد.. دون أن أخشى شيئًا لأن سامر معي
ذهبت بعيدًا عنه أضحك بشدة،
صوت قهقهتي عالٍ، ولكن فجأة اختلط صُراخ أخي سامر بضحكي،
الذي سقط أرضًا بعد أن التمس جسده الصغير بعامود الكهرباء الذي بجانبه
وكان ذلك اليوم يومًا مشؤومًا..
مات سامر، وانفطر قلب أمي،
وكرِهَتِ المطر
وأنا بقيتُ أُحبُّه لأنه يُذكرني بسامر؛ أخي المُحبّ للمطر.