مساحة حرة

قبول الذات

نورة آل سامي

لابد أن تؤمن أنك محور مهم في هذا الكون أنت نقطة الحياة لتوالد البشرية واستعمارها للأرض بما سخره الله لك
وحكمة الله جعلت البشر يتقاربون في أشباه ويتباعدون في تناقضات واختلافات وهذه ميزة عظيمة تجعل الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض وكما قيل وبضدها تتميز الأشياء
فلولا الشر لما تميز الخير ولولا السواد لما ظهر البياض
وتعد مرحلة قبول الشخص لنفسه صراعا في بعض الأحيان فالنفس مليئة بالكثير من المتناقضات والمتغيرات ومن استسلم لها ستنقله موجات الصراع إلى الشعور بالإكتئاب
وللتغيير للأفضل يجب علينا أن نحب أنفسنا فهو أصدق وأنقى ولا أقصد بذلك أن تصل بها لمرحلة النرجسية التي قد تضعك في دوامة من المشاكل
فحب الذات الراقي هو أن تحب الروح التي بداخلك والتي نفثها الله فيك فأنت مولود على الفطرة أي على نقاء النفس طهارتها حبها للخير حبها للجمال
فهذه النفس هي التي ترافقك دوما وتشعر بك جيدا فإن تقبلت أحاديثها الداخلية وأنصت لها وحاورتها بكل وضوح فستفتح لك آفاقا لم تكن لتدركها من قبل فالروح هي الصوت الخفي الداخلي الذي يريد أن يبعث لك نورا لترى من خلاله نفسك وقدراتك حتى تصل لأهدافك
لذا أحب نفسك بسلام تقبل وجودها أشعرها بالإستحقاق والأهمية فهي لم تخلق عبثا
فأقرب شيء لروحك هو أنت ولاغير ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) كن أنت بطبعك وشخصيتك وفكرك لاتبتعد عن نفسك كثيرا فتنجرف مع تيارات الآخرين
تقبل نفسك حتى ولو كانت هناك جوانب تكرهها في نفسك تقبلها الآن كما هي ثم اعمل على تطويرها والإنتقال بها إلى النسخة الجديدة التي تريدها
كن ذكيا و اعرف ماتتميز به ؟! وما أكثر الأمور براعة فيك ؟! أطرح دائما التساؤلات فهي مهمة جدا لاكتشاف الذات أكثر .
ياترى مالذي أجيده ؟ مالذي أتقنه ؟
حتى في أبسط الأشياء لاتقلل من أهميتها لأنها ستنقلك بسلاسة نحو أهدافك وطموحاتك وتكسبك الثقة بالنفس أكثر
وعلى الجانب الآخر يجب أن تعرف ماعيوبك ؟ ! دونها في ورقة وتقبل وجودها ثم اعمل على تنظيف كل الأفكار السلبية والمعتقدات التي في الغالب أتت من آراء الآخرين سواء من الأسرة أو المجتمع
فالقناعات تتبدل وتتغير فما كنت تراه مناسبا بالأمس لم يعد كذلك الآن
لذا اهتم بنفسك جيدا وانطلاقة الإهتمام دائما ماتبدأ صباحا بإطلاق العبارات الإيجابية والتحفيزية مثلا ( تباشير الفرح قادمة نحوي بقدرة الله )
أنا أثق بقدراتي وفخورة بإنجازاتي
أنا أستقبل عطايا الرحمن وممتن لنعم الله وتدفقها علي
لو مارست الإمتنان والشكر كل يوم تأكد أنك ستنتقل نقلة إيجابية رائعة وستحقق الكثير من أهدافك وغاياتك
لذا تذكر دائما أنك روح تستحق كل ماوهبه الله لك في هذا العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى