مقالات

قافلة الليل

 

نجاة العباسي -القصيم

من منا لاينتظر الليل جميعنا ننتظر تلك اللحظة التي يسود فيها الظلام لنرتاح قليلاً من عبء النهار والتعب الذي تعرضنا له طيلة النهار ولكننا نغفل عن أن هناك أوقات مدتها بسيطة ولكن لها أثر عظيم بحياتنا .

هناك من يضع رأسه على الوسادة ليرتاح ويخلد إلى النُّوم وغيره من يضعها حتى يفكر بمشاكله ومنهم من يضع رأسه على الوسادة ليحاسب نفسه قبل النوم وكأنه ينوي تصفية حسابه مع نفسه وينظر إلى أخطائه أو يحاسب نفسه على تقصير صدر منه في ذلك النهار أوالندم على خطوة اقدم عليها .
وهناك من يختلي بنفسه ليصبر نفسه على كل الأمور التي تتعبه ومنهم من يذهب فقط للنوم وكأنه يقول كفاه مشقة النهار .

ولكن هنا النادرون الذين يعرفون كيف يواجهون عواصفهم واستبدال الغيوم بالمطر و متى يستودعون أمنياتهم ويلجأون إلى جميع تلك الحلول معاً في آن واحد بالتضرع بالحديث إلى ربهم ويبثون لربهم ويشكون له كل مابصدورهم ويلحقون بالقوافل التي تقودهم إلى أحلامهم وازالة التعب الذي تعرضوا له طيلة اليوم
قال تعالى :إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .

هؤلاء هم من يستشعرون المعنى الحقيقي للآيات الكريمة وعملوا بها
كانو معانا يعملون النهار ولكنهم بالليل سبقونا إلى قافلة تقودهم إلى كل مايتمنون وكانوا من المستغفرين دون مشقة ربما ينالون منيتهم بدعوة صادقة أو بخشوع وتضرع وربما بركعة واحدة فقط .
:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) هنيئاً لمن عمل بها وأحبها واعتاد على اللجوء إلى ربه في كل لحظة ولو كانت تلك اللحظات أخر يومه وجعل اخر مايختم به يومه بالعبادات والطاعات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى