“حين يصبح النوم ترفًا: السعودية بين أعلى الدول في اضطرابات النوم
إشراقة رؤية _ فاطمة عبدالله
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد الضغوط اليومية، بات النوم الجيد عملة نادرة، لا سيما في مجتمعاتنا الحديثة. ولعلّ ما يزيد القلق هو ما كشفه أحد المختصين في طب النوم بأن المملكة أصبحت تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث تدني جودة النوم، مما يشير إلى أزمة صحية صامتة تتطلب دق ناقوس الخطر.
في تصريح لافت، أوضح الدكتور عبدالله القرني استشاري طب النوم، أن المملكة العربية السعودية تبوأت المرتبة الثالثة عالميًا في تدني جودة النوم، بناءً على دراسات ومؤشرات عالمية حديثة. وأكد أن هذه الإحصائية المقلقة تعود إلى عدة أسباب تتصدرها أنماط الحياة غير الصحية، والاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، وغياب الوعي بأهمية النوم المنتظم.
وأشار الدكتور إلى أن الكثير من الأفراد لا يدركون مدى تأثير النوم على جودة الحياة والصحة النفسية والجسدية. فقلة النوم أو اضطرابه يؤدي إلى ضعف التركيز، وزيادة التوتر، وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، فضلًا عن الحوادث المرورية الناتجة عن النعاس أثناء القيادة.
ولفت المختص إلى أن فئة الشباب هي الأكثر تضررًا، إذ أصبح السهر نمطًا شائعًا، يقابله غياب كامل للالتزام بأوقات النوم والاستيقاظ. كما أشار إلى غياب التوعية المجتمعية باضطرابات النوم الشائعة، مثل الأرق وتوقف التنفس أثناء النوم، والتي غالبًا ما تُهمل حتى تتفاقم.
ما كشفه المختص ليس مجرد معلومة، بل هو جرس إنذار. فالنوم ليس رفاهية، بل ضرورة بيولوجية لا تقل أهمية عن الغذاء والرياضة. وإذا أردنا مستقبلًا صحيًا ومجتمعًا منتجًا، فعلينا إعادة النظر في عاداتنا اليومية، والتعامل مع النوم كأولوية فالصحة تبدأ من وسادتك.