
نعيش في عالم مليء بالتناقضات والصراعات، حيث يتواجه الناس بآرائهم المتباينة والمصالح المتعارضة ، إلا أن أساس السعادة والتقدم يكمن في قدرتنا على نسيان تلك النزاعات ونغاضتها لصالح استمرار الحياة المستقرة.
في ظل الضغوطات التي نتعرض لها يوميًا، قد نجد أنفسنا في مواقف تتطلب منا تجاهل القيل والقال، والانحياز للصمت بدلاً من الخوض في المناقشات العقيمة .
فعندما نعتبر الحفاظ على السلام والاستقرار أهمية أكبر من تحقيق الانتصار الفردي، فإننا نتغاضى متعمدين من أجل المصلحة العامة.
ربما قد نشعر في بعض الأحيان بأن تجاهل المشاكل هو هروب من المسؤولية، ولكن الحقيقة أنه في بعض الأحيان يكون السلوك الأصح هو الاكتفاء بالحفاظ على السلام الداخلي والسعادة الشخصية، بدلاً من الانخراط في فتنة لا نهاية لها.
في هذه الحياة، ستواجه الكثير من الأشخاص السامين والتحديات القاسية، ولكن هناك حكمة في تجاهلهم وتجاوزهم ، فبدلاً من هدر الطاقة في مواجهة كل من يحاول الإساءة لنا، فإنه أحيانًا من الأفضل أن نتغاضى ونتجاهل تلك الطاقة السلبية، لتعيش حياتنا بسلام وسعادة.
فالتغاضي ليس ضعفًا، بل هو أسلوب حياة حكيم يمكن أن يحمينا من تداعيات الصراعات العقيمة ، إنه خيار نتخذه لتحسين جودة حياتنا وبناء علاقات صحية , إنه الاعتراف بأن الاختلافات الشخصية لا تستحق أن نضيع الوقت والجهد في محاولة إصلاحها، بل يجب علينا أن نأخذ الأمور بروية ونتجنب النزاعات غير الضرورية.
في النهاية، فن التغاضي هو القدرة على تحويل الصعوبات إلى فرص والعثرات إلى تجارب تعليمية، إنها الطريقة التي تُعيننا للحفاظ على سلام الروح والتوازن النفسي،واستمرارية النجاح والتطور في حياتنا.
– وسيمه الفهمي