مقالات

فاطمة عثمان تكتب: العقل المفكر والتفكير الإبداعي

بقلم: فاطمة عثمان 

لو أُمعن النظر لهذه الحياة لوجدنا أنها ممتلئة بالإنجازات والأمور التي لم تكن في القرون السابقة، كما أن القرون المقبلة ستكون هناك إنجازات لم تكن متوقعة، وبفضل الله وكرمه جُعل الإنسان هو أحد أسس تكوين تلك الإنجازات العظيمة، فغالباً ما يبدأ الإنسان بالحلم لتحقيق فكرة تخطر على باله، أو كما قرأت مسبقاً أن بعض العلماء إكتشفو إختراعاتهم بعد حلمهم بها أثناء نومهم فالحلم ليس فقط أنني حلمت بأمر ما، وإنما بماذا حلمت، وهل أستطيع تبني فكرة إبداعية مما حلمت به؟

ففي لحظة ما، نشعر برغبة في تجربة شيء جديد ليس له منا شيء، كتجربة الرسم، أو المشاركة في الألومبيات العالمية مع العلم أن نسبة النجاح تكن متوقعة من ٥إلى١٥٪؜ ولكن الجيد في ذلك هو التفكير بنسبة النجاح وليس الخسارة، فبطبيعة الحال يمتاز الأنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل وتلك أكبر نعم الله على خلقه، وأن كل إنسان خلق بعقلً مدبر ومبدع، يستطيع تدبر أموره والتفكير بها بحكمة.

لكن من جهة أخرى ماذا نستنتج لو قلنا “التفكير الإبداعي”.

من وجهة نظري أنا وجدتُ أن تخطي ماتظنه النفس مستحيلاً هو الإبداع، عندما أقر بأنني سوف أُنجز ما وجب علي من عمل، سواءً في مقر عمل أو المنزل سوف أنجز حتماً لأنني عزمت على ذلك، كما أن لا مستحيل إلا في قائمة الفشل فالتفكير بإبداع شيء يشبه تخطي حدود التفكير المألوف، كما علينا تقديم التنازلات كالتنازل عن النوم المفرط لإستغلال الوقت في الإكتشاف، وفعل المفيد، أو كالتنازل عن المأكولات التي تنتج ضرراً في المستقبل لمن أراد خسارة وزنه أو شيء نحو ذلك، وهناك تنازل في المشاعر يجب على “التفكير الإبداعي” التخلي عنها وليس فقط التنازل كالشعور بالغضب، والتوتر ،وعدم التحكم في رداة الفعل الغير إرادية عند تكرار المحاولة مرات عدة.

فإن التكرار لا يعني عدم القدرة وإنما تقوية للذاكرة ولابد من السعي لكسب معلومات جديدة تصل إلى العقل الباطن في كل مرة فذلك يساعد في فتح أبواب العلم والمعرفة، ومن الحكمة معرفة المرء أنه إذا ترك شيء لله عوضه الله خيراً منه فاترك ما يضرك لتجد ما ينفعك.

حسناً هناك سؤال يتخبط بين ذهنك وأعضاء عقلك!
هل يكفي التفكير لحصول ما نرغب به؟
أم تكفي وجود الرغبات لتحقيقها؟
أم يكفي وجود الحس الإبداعي للوصولك إلى قمم التفكير الإبداعي؟
جميع هذه الأمور مهمة لتحقيق رغبة ما، ولكن الأهم هو وضع العزيمة والإصرار في مقدمة الأمر، لأنك إن لم تفعل ذلك بعزيمةٍ وإصرار فلن تصل وإن وصلت فلن يكن كما تخيلت أو رغبت، ثم عليك تغذية تفكيرك بالمعلومات إقرأ وتفقه ما تقرأ دوّن جميع مالم تكن تعلمه، إملئ فراغك بتكرار قرأة ماقرأت مسبقاً ليتيقن به عقلك الباطن أشبع عقلك بشتى المعاني والمفردات إقرأ حتى أصغر الكلمات إياك واستحقار ما قرأت لتكن مكتبةً لمن حولك.

ولو تطرقنا للخسائر التي ستلحق بنا لإنجاز شيء جديد، فعليك إيجاد طرق بديلة تخرجك بأقل الخسائر، جد حلول بديلة إبحث، إسأل، إستشير، جد لنفسك طوق نجاة من الخسارة، فعندما قرأت مسبقاً “لأحمد القشيري” علمت في تعريفه للإبداع: هو خروج الإنسان من وحل الفشل إلى إنسان يضرب به المثل، فلذلك لا تستسلم لأن الحلول لم ترضيك بل قم وإبحث عن بدائل لحلول لتغنيك عما لا يرضيك.

وقد إستنتج حديثاً بعض طرق التفكير ربما أرى أنها طرق تغذية التفكير الإبداعي ومنها.

١-العمل على صنع ما تفكر به وعدم حصر التفكير باالأمور العملية فقط بل أعطه زمام الحرية من جميع الجوانب.
٢- جرب فعل مالم تفعله مسبقاً ببساطة حتى تعتاد على فعل الأمور الجديدة عليك تخطي مرحلة الخوف والتوتر عند القيام بأمور لأول مرة.
٣-كسب الإيجابية وتهيئة البيئة المعلوماتية في كل مرحلة تكرار وترك الشحنات السلبية والشعور بالفشل.
٤-تكرار الكلمات الإيجابية للنفس كترك ورقة لاصقة في الجدار أمام عينيك أو في المرأة يكتب عليها “أنا قوية، أنا أستطيع، في يوماً ما سأصل.
٥-الثقة بالنفس والقدرات الحاصل عليها الإنسان مع الأخذ بالأسباب.
٦-إيجاد حلول للمشاكل والضغوطات وعدم الهروب منها.
٧-التخطيط الأولي لبدء المشروع ودراسته ثم المضي نحوه بكل صبر وتمعن.
٨-التغيير الجغرافي للعقل و إثارة عملية التفكير، فقراءة شي غير مألوف يعطي الذهن قوة لجذب المعرفة والمعلومة، جدد المواضيع أو الكتب التي تغذي ذاتك بها.
٩-مجالسة النفس والإبتعاد عن الضجيج والضوضاء، وإختيار الوقت والمكان المناسب، تأمل في المخلوقات الكونية والتفكير بطرق إيجابية والتعلم من التفكر في الكون فذلك يساعد في معرفة ماتريده النفس.
١٠-الممارسة فلا شيء يستمر المرء عليه إن لم يمارسه فمارس دون توقف ماترغب به لتحصل عليه.

وأخيراً.
إن هذه الحياة كالقصر المليئ بالنوافذ المغلقة وكل نافذة يمكنك فتحها مهما صعُبت في المحاولة الأولى، وعند كل نافذة تأكد بأن هناك فكرة وكل فكرة يصاحبها إبداع يريد التفكير بحرية ويرغب بتغذيته.

لذلك إكتشف إبداعك المكبوت داخل عقلك أطلقه كالبركان الذي ضج الصخور إجعله يقتل المستحيل وإياك واليأس فإنه لا يليق بك، وتأكد بأن لكل شخص عقل مفكر ومدبر ومبدع، لذلك فكر بتمعن وصبر لإخراج لآلئ محار عقلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى