مقالات

فاطمة عثمان تكتب: مواجهة الإكتئاب

بقلم: فاطمة عثمان

يواجه المرء أموراً تجعله يشعر بضعف الحال أو حتى شعوره بعدم الرغبة في الحديث مع أي شخص قريب منه أو غير ذلك، وفي بعض الأوقات يرغب بشدة بالإبتعاد عن عالم البشر المليئ بالأصوات والنغمات البشرية، تكون بعض الأسباب عينية واضحة كفراق الأب، و حنين شوق للأم، أو عدم الحصول على وظائف أو الظروف المتراكمة للمرء فرغم ماكان وما سيكون رغم جميع ذلك، أحياناً نحن جميعاً بحاجة إلى صرخات لإفراغ الطاقه السلبية المرتمية بداخلنا، أو ربما بحاجة لها لإسترداد كياننا، فنحن في أشد الحاجة لها عندما نكسر أو يشتد الألم الداخلي.

تجبرنا بعض الظروف أو الضغوطات إلى دخول عالم معتم يشعرنا بالإكتئاب و ضيق النفس، فالبعض يتمكن من الخروج إلى منعطف الطريق بإيجاده طوق نجاة لروحه، ولكن البعض يجد صعوبةً في ذلك، وحتى يتمكن المرء من إستئصال ذاته من كوكب الإكتئاب عليه أن يستخدم علاجاً يذيبه، عليه تقديم سفينة النجاة لنفسه أولاً.

وحتى يحدث ذلك عليك تخطي الضغوطات بيسر وذلك بأن تجد مواساة لنفسك أولاً، وأن تتصرف بحكمة وتفكر قبل إتخاذ قراراً لحل المشكلة لأن ذلك يدفع عنك التعمق في الضغوطات ويفتح فرص لنجاة من الإكتئاب، ضع لك روتيناً تعمل عليه وتصر على إنهائه عند شعورك بالإكتئاب، حدد الأمور التي تجعلك تتخلص منه كأن تحدد قائمة من الأعمال أو الأصدقاء الذين أن جاورتهم سيخفف ذلك من شعورك به، وتناول الطعام الصحي لأن الإكتئاب سيشعرك بالرغبة في التناول بإفراط وذلك سيزيد من سوء مزاجك، ثم لا تكبت حزناً فتبكي لو حان وقت البكاء فإنه ليس عيباً،فرغم الخراب المعمر في قلبك أو تقلب الظروف و تغير والوجوه والقلوب البشرية رغم ذلك إستنجد بالصبر والتعلق بالله، تصدق، إبتسم، إقرأ.

فلابد أن هناك ثقب في قلبك يشع من داخله النور فينير عتمة أعضائك، مارس الرياضة والتمارين فإنها ستجعلك تفرز مادة الأندورفين التي ستساعد على تحسين مزاجك.

وعليك أن تعلم بأن الله لا يبتلي عباده إلا لحبه لهم وأن الله إذا أحب عبداً إبتلاه، أيقن بأن الله يضع في ميزانك حسنات طائلة لصبرك، إجعل في داخلك ثقة ويقين بالله عز وجل، وتفائل بأن كل مُرٍ سيمر وجميع الأمور بعد وقت قليلاً من الآن ستصبح في قمة الروعة و ليحدث ذلك.

عليك أن تثق بأن جميع ما يحدث خيرةً وخيراً لك من الله ثم إصبر على مر الحياة وتوكل على من بيده الحلول وأمضي مسالماً تعش سليماً معافا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى