فاطمة عثمان تكتب: ليست مجرد ثمانية وعشرون حرفاً

فاطمة عثمان-مكة المكرمة.
الكتابة شغف أو ربما للبعض حلم، أو شعور ومن الممكن أن تكون نزوة، ولكن تعني للكاتب أكثر مما نظن .
إنها إحساس يلازمه وشعوره المستمر وليس المتقاطع، إنها رفيقه وأنيسه وصاحبه في حِله وترحاله.
فإليك يمن تهوى القلم وتعشق الرصاص والورق .
إليك يمن ملئ أوراقه بأحرفٍ احتضنت خِصال شعوره.
إليك يا عزيزي،.ويا قلمي، ويا ورقي، وإليكِ يا نفسي.
اكتب شعورك الثابت، صنف أحرفك الغامضة، زين ركنك ببريق الألوان الزاهية، فلتكن أحرفك مثيرة جميلة جديرة بالثقة المُثلى، فلتكن بصمتك مختلفة مضيئة كضوء الشمس ونورالقمر، اجعلها أحرف يستني ر بها من ضل طريق شعوره .
أحرف تلامس قاع القلوب برقتها، لا تجرح، لا تؤلم، ولا تضيق ولا تجعل أحرفك تظهر حقداً.
إياك أن تكتب ليعجب الناس بأحرف ساقتها يداك؛ لأن رضى الناس غاية لا تُدرك،.ولا تكتب لينظرون إليك نظرة شخصاً بليغاً مهماً في الحياة؛ لأن ذلك لن يزيد من قدرك مثقال ذرة،.ولا تكتب في حين نزوةٍ مررت بها؛ لأن نزواتك راحلة كمركبةٍ زائرة مرت على شاطئٍ وهي تائهة.
اكتب لأجلك ولأجل إيصال معنى أحرفك.
اكتب حين يغادرك الشعور وحين مقدرتك على صياغته مرةً أخرى واعلم أنك في نبض الحقيقة، اكتب دون خوف ولأجل الحقيقة، اكتب ما حدث واقعاً وفي الحبِ إن شئت اكتب خيالاً فلا حُب يأتي كما ترغب الأنفُس، اكتب بصدق ودع عنك خداع النفس والكذب، اكتب باحترام وأخلاق الأبجدية.
اكتب دون توقف، وإن قل الشعور خذ قسطاً من الراحة لتعود حاملاً بصمة نهاية مطمئنة، اكتب ليصل حديثك عنان السماء، اكتب إلى أن تصبح أحرفك يضرب بها المثل .
ضع لنفسك قانون تقف الحياة تحيةً له وبجدارة، فإن نيوتن ليس أفضل منك .
ضع مبدأً لكتابتك وتلذذ بما كتبت وكن محباً له .
اكتب لعلوَ عقلك وعقل من هم حولك، أعطِ شعورك زِمام الأمور ودع حبرك يترجم ذلك، ثمانية وعشرون حرفاً شكلهم حيثُ شئت.