بقلم: فاطمة العامري
كلما تقدّم الإنسان في أمور حياته وتطور لابدّ له أن يخسر الكثير من مبادئه، وربما إنسانيته، فكم من نجاحاتٍ شخصيةٍ بُنيتْ على حساباتِ أشخاصٍ آخرين.
وكم من ابتساماتٍ وربما ضحكاتْ، بانت فيها النواذج سلبتْ ضحكات الآخرين وأماتتهم هماً وحزناً.
قد يُخالفني البعض، وقد يؤيّدُني البعض، لكنْ ماهو مؤكد أنّ الكثير من المبادئ التي تربينا عليها وعرفناها ستموتُ تحت أقدام عجلة التطور وتحتَ وطْئة «أريدُ أن أكون»َ شِئنا أم أبيْنا.
صحيحٌ ليس علينا التخلّي ولا التجاهلُ عن ما تعلمناه وفرضتهُ علينا أعرافنا الإنسانية لكن هي الحياة وهي قوانينها.
هي الأمور الحياتية التي تفرض علينا ربما قسراً أن نتجاهل إنسانيتنا.
أيقن الآن أن هناك أصواتاً تقولُ لي ليسَ صحيحْ.
وأنا أقول هي قناعاتٍ واختلافاتْ، ليست في تكويننا الإنساني بل الاختلاف وكل الاختلاف في تشكيل مبادئنا إما ثابتةً أو متزعزعةً بضغوطاتِ الحياة وفسحتها.
إما أن يجاهد هذا الشخص جهاداً عظيماً حتى لا تتغير مبادئه أو يُهزم وتتغيرَ قناعاته وتنخفض مبادئه.
لكن……..
ثق أن مبادئك، وإحسانك، وإنسانيتك هي من تبقيك إنسانا.
