فاطمة العامري تكتب: ذكريات وتفاصيل

بقلم: فاطمة العامري
تتقاسم ذاكرتنا الذكريات بكل تفاصيلها وبكل دقة لتعود بنا إلى أول نقطة أثرتنا بنا وصقلت شخصياتنا.
ربما في رائحة القهوة التي تصنع على جمر الحطب تعود بنا إلى طفولتنا وحديث جداتنا وقصصهم الخيالية.
أو حتى في رائحة دخان النار تعود بنا الذاكرة إلى أقصى الوراء، لنتذكر خبز التنور اليماني الصنع الذي كانت تعده لنا أمهاتنا.
حتى في رؤية شجيرات الحناء نتذكر كيف نخضب أيادينا بالحناء الزبيدي لاستقبال العيد.
وتلك الفساتين البسيطة التي نرتديها وضفائرنا المربوطة بالشرائط الصوفية الملونة والمبللة من ماء المطر وأناشيده لها العصف الأول من الذكريات.
ورقصاتنا الأولى مع الكعب العالي لها الجزء الأكبر من تفاصيل الذكريات.
ضحكتنا الأولى، وأسرارنا البسيطة، هي الموج القوي من الذكريات.
كثيرة هي الذكريات الصغيرة والتفاصيل الكثيرة التي تجبرنا الأيام على أن نهرول إليها حتى نشعر أننا كما كنا أول مرة
بشقاوتنا وصراخنا، ونحن ننظر لقوس قزح بعد المطر وفرحتنا بحلاوة العيد.