فاطمة العامري تكتب: أحيانًا وأحيان

بقلم: فاطمة العامري
خلقنا على هذه الأرض وخلق التعب والشقاء معنا. ليست هناك سعادة مفرطة ولا حزن مفرط فكلاهما مقيدان بقيود الأقدار.
أحيانًا نشعر بوسع الحياة وتغمرنا قوة نستطيع بها أن نبني ما نبني وأن نهدم ما نهدم، وقد نجري في طرقات الحياة لأميال وأميال نقطع فيها مسافات شاسعة من الحب والبكاء والفرح والحزن والشدة والرخاء.
نتوقف قليلًا لأخذ قسط من الراحة، وفي الحقيقة نحن لا نرتاح أبدًا بل هي بداية لقطع مسافات أخرى فيها الكثير والكثير من الصعاب والمشاق، تختلف عن المسافات التي قطعناها أول مرة، وقد تزيد فيها وطأة الأيام، وقد تنقص لا نعلم ولكن من المؤكد أن هناك أمور لا بد أن تحصل قد تفرحنا وقد تشقينا.
أحيانًا نشعر بأننا آلات عتيقة عصية على الزمن أن يوقفها. وأحيانًا نشعر أننا أضعف من عصفور مكسور الجناحين ومعزول في عشه.
وتمضي بنا الحياة مسرعة في قطار الأيام، ولا نعلم في أي محطة قد نتوقف، وماذا حملنا معنا؟ وهل هناك من سيفتقدنا ويشعر بفراغ من دوننا؟ أم كنا مجرد هامش لهم؟
ومع الأسئلة التي قد نسمع أجوبتها وأحيانًا تأتي متأخرة قد لا نسمعها، نبقى نتسابق في دروب الحياة ولا نرتاح أبدًا.