فأنظر ما أنت فاعل بنفسك ..!
تمر بنا الأيام سريعاً وكأنها دقائق ، أتممنا إحدى عشر يوماً في رمضان ولم نشعر ، ماذا فعلنا بها ؟ هل عبدنا الله حق عبادته ؟ هل دعوناه بما تضج به أرواحنا ؟ هل استغلينا يومنا الذي إذا ذهب لن يعود بما ينفع دنيانا وآخرتنا ؟
نحن الخاسرون إذا أقبل شهر الخير وذهب دون أن نسعى فيه لأنفسنا بالخير الباقي الذي لا يزول ، قرأت جملة (( صم صيام مودع )) فربما أنه آخر رمضان لك في الدنيا ، أبكتني جداً هذه العبارة لأنني أذكر من كان يصوم مع أهله في عامه السابق وكان آخر رمضان له وهو اليوم في رحمة الله ندعوا له الله بأن يؤنسه وحشة القبر ، ولا نملك من ذكراهم إلا ما نسد به جهيش أفواهنا من البكاء بدعوة أو عمل صالح وكلمة طيبه نذكرها لهم بكل خير ، ربما أحدنا يصوم صيام مودع ولا اسأله تعالى إلا أن يطيل بأعمارنا على طاعته ، ولكن لنستشعر ذلك حتى نحسن في صومنا في عبادتنا في تلاوة آياته ، فكم من غافل محروم هو من لذة قراءة آيات الله والتدبر بها ، يزين له الشيطان كل ملذات الحياة إلا العبادة ، ويسرق من وقته الكثير بدون ذكر وفائدة ، ولا يعلم أننا نحن من نحتاج إلى الله ليرضى عننا ويرضينا بعد ذلك ، لنقف مع أنفسنا ولنعاتبها عتاب طويل يحيي بها جذور الإيمان فنسقي عطشنا بسجدة طويلة ودعوات ملحة وصدقات نخفيها لتكون خبيئة بين الله وبيننا ترد عنا سوء القضاء .
لا يوجد بيننا كامل ، الكامل هو الله وحده ، جميعنا مليئون بالثغرات ، نستطيع أن نبحث عنها ثم نعلنها لله وندعوه أن يعيننا على سدها وتصحيحها ، ابحث عن نفسك الضائعه واغتنم رمضان الخير في كل أيامه بترميم إطار شخصك وحياتك ترميماً صحيحاً جميلاً تنشرح له نفسك وتغمرك به الراحة والسعادة التي لن تستشعرها بصدق إلا بقربك من الله ، اللهم اغفر لنا واعفوا عنا في أيام مضت وبارك لنا واعنّا في أيام قادمة وبلغنا ليلة القدر واجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتساباً يارب ،
اللهم اجعل قلوبنا لا تنوي إلا الخير ، وارزقنا بنياتنا إنك بكل شيء خبير وعلى كل شيء قدير ، اللهم إنك تعلم مكان الهداية في قلوبنا فاهدنا واعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
أحسن نيتك من هذه اللحظة وقف وقفة الجاد المغير ثم انظر ما أنت فاعل بنفسك ؟ .
قلم / ألاء الشمراني