غزالة الدوسري تكتب: أنا أهلٌ لذلك..

بقلم: غزالة الدوسري
في محطات حياتك تقابل الكثير من العابرين
فئة تتمنى أن تجدها دائمًا في مفترقات الطرق، أو أن تكرر الأقدار أشباههم، فهم من يثبتون لك بأن الحياة لا زالت بخير، والفئة الأخرى تتمنى أنك لم تجدها في دروبك، وأن يتلاشى أثرهم من ذاكرتك.
وهم أؤلئك الذين لا يحملون في قلوبهم لك كما حملت في قلبك لهم.
ومنهم ذاك الذي ابتسمت يومًا في وجهه فعبس لك وكشّر عن أنيابه.
والآخر الذي منحته علماً فنسبه إليه.
وغريب قربته إليك لتجعل منه حبيب فغدر بك، وآخر قدمت له الفرح فأرداك حزيناً، ومن جاءك في ضيق فوسعت عليه المضيق ثم هو من ضيّق عليك روحك.
ومن سعيت أن تكسب وده فحاورته بلطف وجادلك بعنف
ومن فضلته على نفسك فأنكر صحبتك وأصبحت له
نسياً منسياً.
ومن مكر بك بعد أن كنت بجانبه تحرسه من كل أذى
ومن كذب عليك بعد أن تأملت منه صدقاً، ومن خانك في حين ظننته رمزًا للوفاء.
وذاك الذي أغدقته بالعطايا حناناً منك فقابلها بالجحود قسوة منه.
وآخر أحسنت اليه وحملت عنه همه فأساء إليك.
ومن عاملته بالطيب فجازاك خُبثاً وخذلاناً
وذلك الذي بسطت له يداك فطعنك في خاصرتك
وآخر وعدك بالبقاء في حين كان يعد حقائب الرحيل عنك، ومن جعلت منه شيئًا جميلاً فقبحك وصفاً لدى الآخرين.
ومن شرعت له أبواب جوفك فأقفل بابه في وجهك.
ومن تمنيت له كل النعم فحسدك لان لديك بعضاً من النعم.
ومن رفعت منزلته فأطاح بك أرضاً، وذاك الذي بفضلك استقام حاله ثم هو يسعى لإعوجاجك، ومن دللته على الخير فحاك لك شراً.
ومن أطعمته حلوًا فأذاقك العلقم.
ولأن الظلم ظُلمات، ولأن الله هو العدل وهو النور.
فاستعن بالله وارحل عنهم بعيداً ترافقك الطمأنينة
وردد بداخلك أنا أهلٌ لذلك وإن لم تكونوا أهل له.