علاقات مختلفة

آلاء الشمراني
يختلف الناس في نظرتهم لك ، ويختلفون أيضاً في عمق علاقاتهم وحجم حبهم ، البعض ربما يحبك بشخصية معينة اعتاد على رؤيتك بها ومزاج واحد ونفسية واحدة ، فتجبر حينها على التصنع معهم مهما كانت مزاجيتك وأي كانت ظروفك ، فعند أول اختلاف لك لا تسمع سوى صدى أصواتهم، لقد تغيرت ولم تعتد كما كنت ،؟.
والبعض يحبك لمصلحة تخصه ، أو ربما يرجى من صحبتك سمعه يحتاجها فيلبث معك إلى أن يفرغ من قضاء حاجته ثم لا تراه ،
وآخرون أحبوك لأنسك ، وخفة دمك فجالسوك أوقات فراغهم ليقضوا أوقاتهم ويأنسوا بضحكك ،
ومنهم من عرفك جيداً وكان معك أيام طوال ، قضاها بصحبتك بحلوها ومرها ، كان لك ونعم الصديق ولكن ظروفه قد تحكمه دائما فيبقى قريبا ويبقى بعيدًا ،
وهناك من أحبك لأنك أنت بدون أي شيء وبدون أي طلبات وبدون أي تصنع ومهما كانت ظروفك وبأي مزاجية كنت ، يحبك لدرجة أن يغفر أخطاءك ويتغافل عن عيوبك ويقدر ظروفك ، ويلتمس لك الأعذار ، ويتنازل عن الكثير من أجلك ، يمسك نفسه عن حاجته لك بمجرد أن يرى تعبك أو حزنك ، ينسى نفسه تماما ويمسك بيدك إلى مالا نهاية ، يساندك في كل مرة وبكل حب ويفخر أنه مصدر الآمان والراحة لك ، أحبك بعقلانيته وأحبك بجنونه وأحبك بكل كيانه ، وعبر عن حبه بكل لغات التعبير فترى حبك ظاهراً في كل أفعاله تراه واضحاً في عينيه وفي صوته وفي خوفه وفي اهتمامه وحنانه وعطاءه وتسمع حبك في دعاءه وتقرأه في كلماته ، ويكون لك الملجأ والمرفأ ، لأنه أحبك حباً خاصاً ، مميزاً لا أحد يحمله في قلبه سواه ، لأنه أحبك ليفديك بكل ما يملك وكأن الله سخر قلبه لك خالصاً بدون أخطاء وبدون خيانة وبدون بدائل وبدون أي شيء سواك أنت .
إن كنت قد لمست في حياتك حباً كهذا فتمسك به جيداً وأسعده بقدر ما أحبك ، فلا تعلم ربما تفقده في أي لحظة ، فتفقده ومازال له في قلبك كلمة كان يود سماعها ، أو لحظات تمنى حدوثها ، الحب الطاهر لا يتكرر، والحب كهذا أظن إنه من الإثم التفريط به أو التقصير بحقه .