
عزلتي تنتشر في أضلعي كالسم القاتل، تغرس خناجر الوحدة في قلبي وتمطرني جروحا وألما.. ، أسير في هذه الصحراء القاحلة الجافة وسط عواصف من الحزن المتجدد ،وضباب من الحنين فوق فوق طاقتي، أبحث عن واحة الأمل التي تنتظرني بشوق ولهفة، لعلها تعود يوما ما، لماذا تركت نفسي تنزف في هذا العتمة القاتلة؟ لماذا أتيت بنفسي إلى حافة الهاوية؟
يا ظلي اليائس، صوتك الصامت يهمس في أذني بلا رحمة، تاركًا في قلبي جراحًا موغلة في العمق لا تندمل؛ فعبثا أحاول، أنا هنا أترقب ردًا لا يأتي، أصرخ بكل قوتي ولا يصل صداه لتلك الآذان الصماء، كأنما تندرج صرخاتي في صمت عالم مطبق و مظلم أو ربما غياهب السجون الموحشة، هل نفسي رخصت عليك فلا تستحق التضحية أو حتى التفاتة بعد فوات الأوان؟، هل كانت روحك فعلا تستحق أن أُحطم نفسي من أجلها بهذا الشكل المدمر؟
على الرغم من صمتك الرهيب، سأجيب نفسي بلا تردد أو خوف أو رهاب حتى لو كان قدري في لحظة ضعف ما العزلة القاسية، أو المعاناة التي اجتاحتني وتملكت كل جوارحي، لكني اليوم أعلنها صريحة بلا مواربة أو خجل، لن أبقى أسيرا للظلام ، سأسبح في بحر ألمي حتى أصل إلى بر الأمان، حتى ألقي نظرةً في عينيها المتألمتين، وأي كانت النتيجة، سأعلن بكل فخر وقوة أنني أكسر قيود العزلة وأنتزع نفسي من قبضتها، لأعود حرا طليقا، أبيا وشامخا، ما أجمل شعور الانتصار والتحرر من بعد قيود الألم!
والآن حان القول الفصل..؟ لا تجيبني يا ظلي المؤلم، فالإجابة تكمن في داخلي، وفي روحي المحاربة المنتشية بنصرها الذاتي وقوتها التي لا تلين، و لا يمكن أن تهزم أبدا..
الكاتب/ أ. أحمد آل عيدان