مقالات

عبدالرحمن الذيابي يكتب: ثقافة الحوار

بقلم: عبدالرحمن الذيابي نتعايش يوميًا ونستخدم أداة الاتصال للتواصل مع الآخرين في تعاملاتنا وفي حياتنا، ونستخدم الحوار لننقل به ما نريد من الآخرين وما يريدون منا في صعيد واحد، فتختلف سبل استخدام هذه الأداة من أفراد إلى أفراد آخرين، وتختلف معها طرقها فمن أدوات الاتصال والحوار الناجح الهدوء وتوصيل المعلومة بشكل واضح وبثقة أعلى لتحقيق ما نريده سواء في حياتنا العلمية أو العملية.

كما أن الإنصات له دور مؤثر ويعتبر جزءًا كبيرًا من أدبيات الحوار، وأيضًا الحوار الموجه والهادف معًا، ويعتبر ثقافة الحوار والحوار الناجح ميزة من مميزات الشخصية القيادية والشخصية الناجحة على جميع الأصعدة، فمن أهداف الحوار الناجح الوصول إلى نتيجة مرضية من الطرفين في نهاية الحوار، وعدم الجدال فيها والنقاش الفارغ الذي لا ينتهي بنتيجة متفق فيها جميع الأطراف.

لهذا تجد أن اغلب الخلافات تفتقد لهذه الثقافة، وتكون نتيجتها غير مرضية لعدم تطبيق هذه الأداة المهمة في هذه الحياة، ولعدم الالتزام بها في كل الازمنة. إن ثقافة الحوار منذ عصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، عندما كان يتحاور مع أصحابه ويشاورهم في الأمر، لذلك قال الله -عز وجل-: “وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ”، وحتى عندما يجتمع مع أعدائه -عليه الصلاة والسلام-، كان يحاورهم بلطف منه حتى في الحديث لأهمية هذه الصفة في حياتنا التي نعيشها والتي وللأسف نفتقدها كثيرًا في نقاشاتنا، مما يتسبب في توسيع خلافاتنا ومفهومنا في ثقافة الحوار الناجح.

ومن سلبيات الحوار أيضًا التعصب لتوصيل المعلومة/ وعدم التقبل من الطرف الآخر أو السماع لكل ما يريد قوله، فأصبح لدينا عدم وعي بهذه الصفة التي لا يتم أمر بيننا إلا ونستخدمها، حتى في تواصلنا الروحي والذاتي، نستخدمها مع أنفسنا، فهل نستخدمها مع الآخرين بنفس الطريقة؟! ليتها كذلك لما كان هناك خلافات ولم تكن هناك تعقيدات في التواصل، فهنيئًا لمن عرفها جيدًا والتزم بها واستخدمها بما يتوافق في دائرة الحوار الناجح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى