نعمة الشميري تكتب.. “عامل النظافة”

لتحقيق السلامة لنفسه فبوضعك للقطعة على الأرض، ينفي استقامة ظهره
نكن له كامل الإحترام والتقدير، كيف لا وهو من يسهر جاهدًا على نظافة وحسن مظهر البيئة التي نعيش فيها وهو المسؤول عن تنظيف فضلاتنا نحن، إن صح التعبير، فهنيئًا لك شرف النظافة أيها الرجل.
يكفي أن النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان، لكن ما بدر في ذهني هو نظرة المجتمع لهٰذا الشخص الذي يستحق منا تاج الرفعة والسمو، ولكن للأسف؛ بدلًا من إطرابه بكلمات الشكر والتقدير؛ إلا أنك تجده دائمًا يتهرب من المجتمع لما يسمعه من كلام قاسٍ وأطفاله وعائلته في خجل من مهنة الوالد.
لما كل هذا؟؟ ألسنا شعوبًا مسلمة أليست مهنة شريفة! ألم نخلق في هذه الدنيا ليكمل بعضنا بعضًا، لماذا كل الشرف والتقدير والإحترام للدكتور مثلا وغيره ممن هم في أماكن ومناصب مرموقة، ولماذا كل هذا الذل والإحتقار لهم أليسوا هم أجدر بهاذا التكريم والشرف.
أليسوا من يعملون من أجل راحتك النفسية؟، هم بشر دفعتهم ظروفهم لامتهان هذه المهنة فعلينا أن نحترمهم ونقدرهم ونتعاون معهم على نظافة البيئة، على الأقل بأن نرفع قمامتنا من طريق الناس.
ولنتذكر حديث المرأة التي كانت تقوم بتنظيف المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
فلما غابت عن المسجد سأل عنها النبي، فقيل له إنها ماتت فقال “هل آذنتموني كي أصلي عليها”.
فما أجمل من يتواضع لينحني على الأرض أمام الناس ويرفع شيئاً يؤذي المسلمين في طريقهم، اللهم اجعلنا من أهل التواضع.
لاتتعب نفسك كثيراً فهو لايحتاج عطف وحنان منكـ فقط يحتاج منكـ أن تجعله قدوة لك في حياتكـ، لطالما رددنا بأن النظافة من الايمان لكننا اعتدنا أن نكون متميزين بالأقوال وليست الأفعال، إذا كنت تبحث عن صحتكـ فأحرص على صحة غيركـ ومنهم عامل النظافة! فهو يحلم بأن يستقيم ظهره.
بقلم :نعمة عبدالوالي الشميري