طفل سعودي يتبرع مرتين لأختيه بنخاع العظم رغم إعاقته الجسمية

اشراقة رؤية – عائشة القحطاني
رغم حالته الصحية، وما يكابده من ألم ومرض، ورغم صغر سنه، إلا أن ذلك كله لم يمنع الطفل السعودي أحمد عماد جبران ذا السنوات الخمس من القيام بعمل بطولي إنساني نادر، يتمثل في تبرعه لشقيقتَيْه المريضتَيْن بالنخاع العظمي.
أوضح والد الطفل أحمد
أن ابنه البطل وأختَيْه يعانون وضعًا صحيًّا صعبًا منذ الولادة؛ فأحمد يعاني مرض الصلب المشقوق
وهو إعاقة للجزء السفلي من الجسم، بينما تعاني شقيقتاه مرضًا وراثيًّا، يدعى “البيتا ثلاسيميا”.
وقال والدالطفل أحمد
مرض ابنتَي كان يتطلب نقل دم بشكل دوري شهريًّا؛ ما أدى لارتفاع الحديد بالدم كثيرًا بسبب نقل الدم المتكرر؛ فقرر الأطباء إجراء عملية زراعة نخاع لابنتَي، وبعد إجراء التحاليل لأبنائه الثلاثة جاءت نتيجة أحمد مطابقة ومناسبة لزراعة نخاع أختَيْه.
وأضاف: بعد ذلك تم تحويلهم من مركز الدم بالأحساء إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وتم عمل الإجراءات والتحاليل اللازمة؛
إذ خضعت الابنة الكبرى قبل ٧ أشهر لعملية زراعة نخاع تحت إشراف طاقم طبي متميز بقيادة الدكتور سعد الدعامة، وكان ذلك بعد أن خضع أحمد لعملية سحب الخلايا الجذعية، وتكللت الزراعة بالنجاح ولله الحمد، لكن الفريق الطبي المعالج فوجئ بوجود جرثومة نائمة بالأمعاء، لم يستطع جسم الابنة المتعب من جرعات الكيماوي الخافضة للمناعة أن يقاوم الجرثومة؛ وهو الأمر الذي جعلها تدخل في أكثر من عملية للسيطرة على الجرثومة، ولكن دون جدوى، فشاء الله أن تُتوفى وهي في سن العاشرة من العمر.
ويتابع والد البطل أحمد قائلاً: عقب مرور ٧ أشهر على وفاة الابنة الكبرى وردنا اتصال من مستشفى الملك فهد التخصصي، وأخبرونا بأنهم على استعداد لعمل زراعة نخاع لابنتي الأخرى؛ فقررنا الزراعة، وتواصلنا مع الفريق الطبي، ورحب الدكتور سعد الدعامة باتخاذنا القرار الصائب، وقام بالإجراءات اللازمة؛ فخضع ابني أحمد لعملية سحب الخلايا الجذعية مرة أخرى.
ليتبرع بها لأخته وينقذ حياتها.