“صالحه الزبيدي” تكتب.. ( ما ذنبي ؟ )

تاهت بي الأفكار ورفت عيناي حزناً وانهمرت دموعي .
ولم يحتمل قلبي عند سماع خبر مقتل طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، أمسكت بقلمي لاشعورياً وجدت نفسي أخط هذه العبارات ، على لسانه.
ماذنبي ؟
لماذا أزهقتي روحي ؟؟
كيف إستطاع قلبكِ قتل روح بريئة ؟؟؟
بأي ذنب قُتلتْ ؟؟؟
لازلت طفلاً صغيراً لم أعش في هذه الدنيا طويلاً لاأعرف من الحياة سوى عائلتي ،و أصدقائي ،وألعابي .
لم أقم بإيذاء أي شخص في حياتي
كان أكبر همومي كأي طفل أن أشتري قطعة حلوى .
لاأعرف الإيذاء والشر أبداً
كيف جعلتيني أمضي دون أن أودع والداي …
لم أرتمي في حضن أمي ولم أطبع قبلة على جبين أبي . .
لقد سلبتي الروح من قلبي الصغير
ومتى ؟ في ختام شهر رمضان المبارك شهر فيه الشياطين مصفدة والقلوب قد امتلأت بالإيمان والحب والتسامح والمسابقة على فعل الخير، لماذا الآن بالذات وقبل العيد لم يتبقى سوى عدة أيام لما لم تمهلي روحي لأن ألبس ملابس العيد وأفرح كبقية الأطفال.
وأقوم بمعايدة أبي وأمي وإخوتي في صباح العيد وأبادلهم عبارات التهنئة لآخر مرة. .
لقد مزقتِ قلوباً أحبتني وخلفتِ ألماً وجرحاً لن يبرأ، وغصة ألم ،و فقد ،ووجع وقهر ،وخطفت فرحتهم بليلة العيد.
لما كل هذا الشر ؟؟ ..
أخبريني مالذنب الذي إقترفته ..؟؟؟
فأنا طفل لاأستطيع حتى الدفاع عن نفسي إلا بذراعي كي أداري الألم عن وجهي ..
إلى عائلتي ..
أماه لاتحزني وأنت كذلك ياأبي تعددت الأسباب والموت واحد ..
فالكل راحل ولن يبقى إلا وجه الله تعالى وسنلتقي في الجنة إن شاء الله …
أما أنتِ يامن أزهقتِ روحي ،
هل تظنين أنك ستفلتين من عقاب الله ؟؟
كلّا والله لن تفلتِ .. ..
قال تعالى ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار))ُ (42)
أزهقتي روحي ورميتِها غير مبالية لفعلتكِ ..
مزقت قلوب كثيرة خلفي أولها قلب أمي وأبي وقلوب إخوتي وأصدقائي ٠
وهنا حديث قلب الأم يقول ..
مفجوع قلبي برحيلك لم أصدق حتى جاءني الخبر مؤكداً،
كيف أصحو وأذهب إلى حجرتك دون أن أراك، أفتقد أحاديثك، شقاوتك ، إبتسامتك الجميلة التي تزيح عني الهموم، سأشتاق لصباح أوقظك فيه للمدرسة وسأشتاق لمعاندتك لي وأنت ترفض الإستيقاظ ، سأشتاق للإستماع لأعذارك ،وأنت ترد بأنك ترغب بإكمال نومك، سأشتاق لأوبخك إذا اخطأت
قلبي يتفطر ياقطعة منه ،
نعم إنه شعور الفقد شعور مريب حقاً ..
رحمك الله يابني سأظل أتعطر بذكراك ماحييت. فعطر طفولتك لن ينتهي برحيلك ستظل ذكراك تسكن كل زاوية وشبر في المنزل .
ماذا عساي أن أفعل سوى أن أبتهل إلـى الله بالدعاء لك بالرحمة والمغفرة
وأن يجبر الله قلوبنا بفقدك.
أما أنت أيتها المجرمة هنالك رب سيحاسبك
ومن ثم قانون سيأخذ بحقه منك
أعتذر لكل من آلمته بكلماتي
فقد نزف قلبي قبل قلوبكم ولم أستطع
إيقاف قلمي عن البكاء أيضاً ..
كتبته بكل ألم بنت الزبيدي٠