مقالات

صالحة الزبيدي تكتب “صعوبات المعلمين”

 

أصبح طلابنا يعانون من الإحباط ويتخبطون في ظلام اليأس، وهذا مؤشر خطير جدًا

كل ذلك بسبب مايسمى(قياس) هذا الاختبار المجحف الظالم بحق كل خريج جامعي، صنعه عشاق المال، لإنعاش أرصدتهم وملء جيوبهم، وللقضاء على مستقبل آلاف بل ملايين الخريجين من قضوا سنوات في الدراسة تجاوزوا المحن، والصعاب، وتحملوا المشاق حتى اجتازوها؛ ليقطفوا ثمرة جهدهم، ويسعدوا بخدمة دينهم وبلادهم فيأتي مايسمى بقياس ليقتل ويهدم أحلامهم

هذا الاختبار السنوي ذو المقابل المادي والهدف التجاري، فلو كان هدفه التطوير لما فرض برسوم، ولوضعت بدلًا عنه دورات يتم من خلالها تطوير المعلم.

يتردد هنا سؤال؟

ماهو قياس ومن هو مخترعه ؟؟؟

هل يعتبر مقياس لما تم تعلمه خلال مسيرة تعليمية طويلة تقدر بـستة عشر عامًا !!!!!!!!

مالهدف الحقيقي منه؟

ولماذا يتم الظلم والإجحاف بحق الطلاب ؟!

وهل هم مطالبون أن يعيشوا سباقاً مع الزمن، ويشعروا بالقلق، والتوتر، والضغوط، والإحباط

نرى الكثير من الطلاب من يدخل بحالة إغماء ومن تسحب ورقته وهو يصرخ لم يسعفه الوقت لإكمال قراءة الأسئلة التي يتجاوز بعضها ستة أسطر وأكثر بحيث يطالب منه دقيقة فقط لكل سؤال !! إنها لا تكفي حتى لقراءة السؤال وفهمه، والبحث عن الإجابة بين الخيارات

التي تكاد تكون نسخًا من بعض ليتم تشتيت الطالب .

تلك الأسئلة المبهمة التي تجعلك تفكر بالسؤال لا بالجواب وتقف محتارًا مالمطلوب لماذا لم يتم توضيح السؤال ؟؟؟ !!!

ونرى أنواع التشدد والتعجرف والتسلط من المشرفين والمشرفات بحيث لا يمكنك فتح الورقة والعودة لأي سؤال أو حتى إكمال حل الأسئلة التي لم يسعفك الوقت لحلها

لم كل هذا ؟؟

من سن هذه القوانين ؟؟!!

ماهي إلا دنيا فانية

لا تستحق فعل كل هذا

يشعروننا وكأنها نهاية الحياة الدنيا

وكأننا في سباق وحساب جنة أو نار

ربي لاتجعل رزقنا عند أحد من خلقك

أرى ذلك الطالب كيف يجلس محدقًا عيناه على تلك الورقة لساعات دون فترة راحة

ماذنب ذلك الذي يعاني ألماً في الظهر، وتلك الحامل التي لاتقوى الجلوس لنصف ساعة وغيرهم الكثير لانعلم معاناتهم.

ليتم التأكد فيما بعد أنه ماوضع إلا للعرقلة وكأنهم يقولون أتحداك أن تجتاز ..

فكم معلم وطبيب ومهندس ماتت أحلامهم وقُتلت إبداعاتهم.

هل يعقل أن يكون اختبار مدته ساعتان يقيم مايتم تعلمه في 16 عامًا

أليس هذا ظلم للمسيرة التعليمية !!

أم أنه عدم ثقة من وزارة التعليم بمعلميها ومناهجها ولذلك فرض هذا الاختبار ؟؟؟

إن كان كذلك فيؤسفني أن أقول:

(تعليمنا يحتاج لتعليم وتعليم وتعليم وتطوير)

إذ أن تعب السنين لا يتم تقييمه باختبار مدته لاتتجاوز ثلاث ساعات أقل مايقال عنه تعجيز للطالب

وإن كان سيتم التقييم على هذا الاختبار فلابد من إلغاء جميع اختبارات الثانوية العامة والجامعة إلى مابعد التخرج ويتم تقييمهم عن طريق قياس ، هذا حل منصف فليس عدلًا أن يتعب الشخص ويدرس ويشقى ويتحمل المشاق في سبيل العلم ليكون مؤهلاً لخدمة دينه ووطنه ، وليحصل على وظيفة تليق به وبتعليمه ومؤهله

فيتم عرقلته وتعقيده بقياس أو ما سأسميه بلعنة، وفأس وقع في الرأس فدمر حياة الكثيرين وأسقطهم

رأسًا على عقب حتى ماتت أحلامهم

ومات حلمي الوردي مع أحلامهم ذلك الحلم الذي طالما حلمت به منذ أن كنت طفلة، حتى أن ذلك الشخص الذي يعمل في بيع الأكفان لم يجد كفنًا بمقاس حلمي الكبير الذي مات دون أن يرى النور، ذلك الحلم الذي طالما حلمت به انتهى بسبب ظلم وإجحاف مايسمى قياس فمات دون جنازه تليق بوداعه.

من وراء قياس ومن الذي يكتب الأسئلة ؟؟

ولماذا يتم تنويع الأسئله خارج التخصص كلا بل خارج إطار ماتمت دراسته ؟؟

فمن يدرس بقسم أدبي يوضع له أسئلة كمي ولفظي وغيرها من حاسب وجميع الأقسام وأسئلة خارج تخصصه والعكس صحيح!!

وبالنهاية أنت غير مجتاز !!!!

وأجزم أن نسبة 80 % إن لم تكن أكثر من ذلك درجاتهم بين 48 و49

 

مما يجعل العقل يقف محتارًا !!!!

هل أصبحت جميع العقول متشابهة!!؟؟

أم هل هو تحطيم وتلاعب؛

لنكتشف أن هناك تصحيح معياري وألف خط تحت معياري، أي أنه لا يتم التصحيح على حسب جهدك وتعبك بل حسب جميع من هم في فئتك على مستوى المملكة؛ ليتم التقييم من خلال الحصول على درجة عالية؛ فإذا كان من حصلوا على درجة عالية عدد كبير من مجموعتك توضع درجة ضئيلة لهذا السؤال للكل ويحصل جميع من في هذه الفئة على النصف إنه لظلم حقًا.

ماذنبي وماذنب ذلك المجتهد ؟؟؟

وأي عقل يرضى هذا ؟؟؟

لم يبقى من العمر كثيرًا

فقد عاصرنا ثلاثة ملوك ولا زلنا عاطلين

لقد مضى نصف العمر ولم يبقى الكثير

ذبلت زهرة شبابنا

نحن الجيل الذي كتب بالطبشور

ودرس الخط والإملاء وعانى حرارة الشمس وصعوبة المواصلات

نحن من قطع المسافات وتحدى الصعوبات، وتجاوز المحن

من هرم أباؤهم وأمهاتهم وهم يساعدونهم للوصول لطموحاتهم

ويحلمون برؤيتهم في أعلى المناصب

أما حان الأوان لنرد الجميل، ونحقق أحلام الأهل، ونغير حياتهم، ونجعلهم ينعمون بالراحة والسلام فلا يعقل أن نبقى متفرجين وأعمارنا ترحل؛

لأن المجد لنا نحن العباقرة الأذكياء وبكل أسف العاطلين

نعم نحن العاطلون من خط الشيب علاماته في رؤوسهم؛ بسبب الهم ، والبطالة، ومازالوا يتخبطون في ظلام ووهم الحلم، وانتظار الوظيفة القابعة خلف شبح (كفايات المعلمين) عفوًا إنه وبكل أسف نهايااااااات المعلمين وليس كفايات المعلمين؛ لأنه انهى أحلامهم وشبابهم وقضى عليها.

فمن وجهة نظري العلم لايقاس عند امتحان لا يقيم ماتم تعلمه في السنوات الماضية بل أسئلة مبهمة خارج إطار التخصص وماتم تعلمه، وإجابات متشابهة لدرجة أنك تحتار بينها

ولا أنسى أولئك القائمين بالدورات الذين استغلوا حاجة الطلاب وقاموا بعمل دورات برسوم أقلها 600 ريال

وأعلاها قد يصل لـ 1000 ريال وأكثر

مستغلين حاجة الطلاب،

من هم ؟؟

هل هم أعضاء في قياس

هل هم مستفيدون من العائد المادي !!

سأضع نقطة، وأتوقف هنا لأن هذا الموضوع لو تحدثت فيه لن أتوقف وسأكتب صفحات وصفحات ولن أجد نهاية لتلك الأسئلة التي تدور في رأسي.

 

نتمنى من ولاة أمرنا إعادة النظر في قياس وإلغاء هذا الإختبار الظالم نهائيًا فما هو إلّا استنزاف للأعمار قبل الأموال، وظلم لهذه الفئة الغالية، وكلنا ثقة بهم فمن ذا ينصفنا بعد الله غيرهم

نحن نعيش بدولة العز دولة الحزم دولتنا الأبية التي لا ترضى الظلم على البعيد فكيف على أبناء شعبها.

 

بقلم صوت الشباب

صوت العاطلون والعاطلات ضحايا قياس، معلمون ومعلمات مع وقف التنفيذ لحين انقاذهم من قِبل والدهم سلمان الحزم من هذا الشبح المظلم الذي قضى على آمالهم وأحلامهم ودمر مستقبلهم وحياتهم.

بقلم / صالحة الزبيدي 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى