شريفة السنوسي تكتب: مظلة الأمان

بقلم: شريفة السنوسي
نحن مغمورون بفضل الرحمن، وبما أكرمنا به من نعمة الإيمان والهداية ،والشكر على هذه النعمة الكبرى يكون بالتفاعل مع المنهج الرباني الأقوم، واتخاذه دليلاً. نسترشد به في كل أمور حياتنا،
ومحصلة كل العبادات في الإسلام محصورة في شيء واحد وهو تدعيم معنى العبودية في نفس المسلم وعقله وسلوكه وتقوية صلته بالله تعالى
فالمؤمن يحب الله، ويرجوه، ويستحي منه، ويخافه، ويبذل جهده في كسب مرضاته، يلتزم بأوامره ويقف عند نواهيه.
فعلى الرغم من تقدم عدد من الأمور في حياتنا مثل الوعي والفكر، والعلم والاقتصاد إلا أن هناك جانباً مهماً يصاب بالذبول والضمور في قلوبنا وأرواحنا، وهذا يحدث لنا بسبب كثافة المشاغل اليومية، وتعقيد الحياة، وبسبب ما دخل علينا في السنوات الأخيرة من الترفيه والتسلية، واللهو على نحو لم يسبق له مثيل، ولا ننسى التيار الشهواني الجارف الذي دخل كل بيت.
فالإنسان ضعيف ومن السهل أن يشعر بالخوف، ولهذا فإنه يحتاج دائماً إلى مظلة أمان يحتمي بها من تهديدات المجهول وضغوطات المادة (وليس هناك شيء كالصلة بالله تعالى) لتوفير تلك المظلة، وتذكروا دائماً أن مستقبلكم ومصيركم وكل شأنكم في يد الله الحكيم، العزيز، الرحيم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي زمانٌ على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار)،*
وفتح الله للمطالب أبواباً وسن للحوادث أسباباً فقال لنا: ادعُ، وقال: اعملوا.*
فـ متى امتلأ قلب العبد إيماناً ويقيناً فإن الله لن يخذله: .{قال إن معي ربي سيهدين.*
ذكر ابن القيم رحمه الله: أن دُور الجنة تبنى بالذكر فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.*
يقول علي الطنطاوي: الإسلام لا يعارض العلم الصحيح، ولا الفن النافع ولا الحضارة الخيرة، وإنه دين سهل رحب مرن.*
وذكر أيضًا:
لا تقولوا للعلماء رجال الدين، ولا تحملوهم وحدهم واجبات الدين، فإن رجال الدين هم كافة المسلمين.*