
السعودية وسيط سلام بين الهند وباكستان: جهود دبلوماسية تثمر عن وقف كامل لإطلاق النار
إشراقة رؤية _ أريج علوي
في تطور لافت على الساحة الإقليمية، كشفت باكستان عن دور محوري قامت به المملكة العربية السعودية في التوسط لوقف إطلاق النار بينها وبين الهند، وسط توتر متصاعد شهدته الأيام الماضية. وأكد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار أن السعودية كانت من بين الأطراف الدولية التي أسهمت في إنجاح المحادثات التي أفضت إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل—not جزئي—بين البلدين النوويين.
وقال دار في تصريحات رسمية إن المملكة، عبر وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، كثّفت اتصالاتها مع كل من إسلام آباد ونيودلهي، داعية إلى تهدئة التوترات المتصاعدة، ووقف التصعيد، والانخراط في حلول دبلوماسية تحفظ الاستقرار في المنطقة.
وكان الأمير فيصل بن فرحان قد أجرى، يوم الجمعة، اتصالين هاتفيين منفصلين مع وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، ونائب رئيس الوزراء الباكستاني وزير الشؤون الخارجية، إسحاق دار، بحث خلالهما سبل التهدئة ووقف المواجهات العسكرية المتجددة.
وجاء ذلك بعد زيارة ميدانية أجراها وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إلى كل من الهند وباكستان يومي 8 و9 مايو، في تحرك دبلوماسي يعكس حرص القيادة السعودية على لعب دور فاعل في تعزيز الأمن والاستقرار في جنوب آسيا.
من جهتها، أعلنت هيئة الطيران الباكستانية إعادة فتح المجال الجوي أمام جميع الرحلات، في خطوة تعكس مؤشرات الانفراج، وذلك بعد أيام من الإغلاق بسبب التوتر الحدودي.
ووفقًا لوكالة “فرانس برس”، أكد وزير الخارجية الهندي التوصل إلى تفاهم مع باكستان بشأن وقف العمليات العسكرية، في حين أشارت مصادر إعلامية مطلعة إلى أن الطرفين أجريا أول اتصال هاتفي مباشر منذ اندلاع الأزمة الأخيرة.
جدير بالذكر أن نحو 30 دولة ساهمت في الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد بين الجارتين النوويتين، إلا أن الدور السعودي برز كعامل حاسم في الدفع نحو الحل السلمي، ما يعزز مكانة المملكة كوسيط موثوق في القضايا الإقليمية والدولية.