
بقلم🖋: أفراح مبارك
تَمعَّنَ إلى ألوان حياتك ، تجدُها ألوان متناغمة، زاهية، تلامسك خطوطُها منذ نشأتك الأولى..
فهي الأساس الأول لعيش الإنسان حياته وكأنهُ يرسم من خلالها لوحةً فنية تُزين وتجمل أرجاء الكون بجمالها ؛ حاملةً مسيرتك نحو العطاء ، وكلما تدرجت الألوان واختلفت ، اختلفت معها مشاعرك عندما تنظر إليها..
البعض منها يشعرك بالإرتياح والطمأنينة، والآخر يشعرك بعدم الإرتياح شعور بالخوف والضجر..
وهذا إن دل على أن النفس البشرية تتأثر بشكل كبير بالألوان ..
أعلم أن أقدار الحياة لا تنتظر كثيراً حتى تحافظ على لونك المفضل ستفقد بريقهُ في لحظةٍ ما؛ تتلاشى ملامح هذه الألوان بحسب البيئة والظروف التي تمر عليك، تصيبك اللوعات والأسى، حينها تسقط دمعةُ عينك ،تتذوق لذعات الحسرات ، تسودك سلبيات المشاعر؛ امتزج بها الأبيض والأسود تتوسطهم حياتك فأصبحت رمادية لا مفر من حياديتها، لا تفضل الوقوف في جانب معين ،متناقضة يصعب فهمها،ذات مشاعر حادة لاتعرف الوسطية؛ بعكس الآخر المتلذذ بمعاني و ألوان الحياة يتمتع بالتغيير والتجديد من أجل الاستقرار..
جميعُنا لا مستثنى بيننا نحاول أن نحافظ على تلك الألوان بشيء من الإشراق والفرح ؛ نتفاعل معها في حياتنا في منظمة العلاقات الاجتماعية ، والرفاق وهذا يعود إلى حسن الاختيار!
فهناك من يتقنون ويتفننون في تغيير قناعات من يعاشرون ؛ وإقناعُهم بإرتداء ما لا يليق بهم ، تجعلهم عرضة للانتقاد والاحباطات المزعجة..
تراودك تساؤلات لماذا؟ أصبحت حياتي باهتة بلونٍ رمادي خاليةً من النقاء؟
لأنك لم تتعاطى مع مامررت به بجدية ، كانت نافذتها عميقة؛ كنت تظن أنها قصيرةً في مدآها ؛لم تجعل لك مقياس تقاس به هذا العمق؛ كل اللحظات التي عشتها من خيبات ، مقياسك كان بسطحية، لا بأس أن تكون مرناً تمنح نفسك مساحةً كافية لتعيشها بسطحية ..
لكن حياة الإنسان تقاس بعمق مافيها وليس بسطحية!
الأمر ليس بتلك السهولة؛ كل شخص ممن حولك يريد أن يضعك في لوحة يكون هو من رسمها بنفسه وليس أنت!
وهناك من يريد منك الاهتمام بقدر حاجتهِ دون النظر فيما تمر به..
وأنت عليك الاختيار بين ماتريده ومايريد هو ، كن منطقياً بإختيارك حتى لا تزيد من حدة رماديتهِ..
تعلم أن تقول لا أو نعم وإلا ستخسر نفسك قطعةً وراء أخرى؛ تدارك الأشياء التي تدهورت وأعيدها كما تريد أنت لا غيرك، بعفويتها وحيويتها كما لو أنك اكتشفت العالم للتو..
احذر أن تعيش بين هموم الحياة فهي لحظات تضحي فيها بالكثير من اللحظات الجميلة.
أحمل فرشاة ألوانِك وأرسم في لوحة الحياة صورة جميلة واستمتع مع كل لون ، و كل فصل من فصولِها.
لأنك لاتعلم ماهي الأقدار القادمة المكتوبة لك فتتحسر على كل وقت لم تدركهُ في واحة حياتك.