خواطر
أخر الأخبار

رجل بلا قلب

عندما قررت الابتعاد، لم يكن قراراً عبثياً، بل جاء بعد تفكير ربما طال حتى استطال ألمًا نازفًا وجرحًا غائرًا، تفكيرٍ سرق منى حتى الدمع وقد جف البكاء وإن عظم اللقاء، واشتد بي الشوق وعصف بي الحنان كطفل يصرخ لعل في الصراخ دواء، عبثًا وعبثًا أحاول فهل من قرار ولو بي جار وجار..!!

وما كان هذا البعد بل الابتعاد هيناً بل غربة قلب في جسد، وأسير في زنزانته يترنح، استغرق مني كلي حتى رسمت خارطة حبي بدمعي وعشقي بجسد أرهقته معالم السنون، وكأنها توالت علي بضربات وطعنات لم ترحم ضعفي ولا حتى توسلاتي.

سافرت كالتائه برحلة عبر نهر الأحزان، وكأن قلبي قد نزع مني بلا رحمة، فراغ ذاك ما أقساه..!! وعذاب ما زلت أحياه، فراغ بحجم قبضة اليد، لا السد فيه يعمل ولا الطب عليه من سبيل.

حاولت مراراً أن أتمسك بشيء لم يكن لي، بشيء لم يعطني تلك الأهمية أو ذلك الحب الذي منحته إياه. بشيءٍ اعتقدت أن وجودي من المسلمات وأن ابتعادي شبه مستحيل لكونه خيار بلا مفر وكأني أذبح من فوق مقصلة بلا عزاء ولا حتى عويل أو بكاء.

أم النهايات تلك، فالابتعاد كان المحتوم وهل تراني أنساه ولم يكن لي خيار من بعد قرار.

ولكن تظل ذكرى جميلة، عندما تطوف بخلدي وترحل بي حيث أنت، إلى ذاك المكان الحبيب حيث الحبيب وإن رحل لم تفارقني مقلتاه..!!

إنها الذكرى لم ترحل بعد وإن رحلت فربما بقايا قلب محطم كنت هنا، ومرت بطيفي حلاوة قلب اصطفيته بطعم الحب وحب غادر سريعًا بلا مودع فعبثا أحاول أن ألقاه.

“إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه…ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه عظم الأمر عليهم ثم قالو اتركوه …إن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه”.

فلنكن سعداء ونجعل من هذا الابتعاد هو البداية.

بقلم: علاء الرحيلي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى