راحة البال

-بقلم :مشاعل محمد الجيزاني
هناك دائماً صفات نود لو نتحلى بها ونتحدث بها أمام الآخرين، رغبتاً منا في إبهارهم بشخصيتنا، نقول أنا شخص لا يهتم بكلام الآخرين.
أنا شخص أعلم ماهو طموحي وسأسعى له،و ماهو قدر نفسي فلا أنزل من قدري، ولا يعلم أحد أذا كنا نكذب أم لا
ولكن جميعاً في قرّارة أنفسنا نعلم حقيقتنا جيداً،ومن خلال تجربتي هناك الكثير من الأشياء التي تحدثت عنها
وقلت بأنها في شخصيتي والحقيقة أنها لم تكن في شخصيتي،ولكني كنت أريدها وأحاول أكتسابها وما ألبث إلا أن أستسلم،ولكن اليوم لاحظت في نفسي أنني تحليت بصفة لطالما وددت أن أكونهاوهناك إقتباس أظن أنه يصفها بصورة جميلة :
وصية الإمام الكاظم لهشام بن الحكم:”يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ”.
وهذا بالضبط ما أصبحت أشعر به لا يضرني حديث شخص عن نظرته عني،فهو يتحدث ولا يعلم حقيقة الموقف
لايعلم كم تألمت!وماذا حدث لي من ظروف
ولماذا فعلت هذا الأمر!أو لماذا تغيرت؟
فلماذا أتالم بسبب حكمه المسبق عني؟ وهو لم يكلف نفسه أن يفهم ماذا حدث فأصبحت لا أعير هذا النوع من الناس الإهتمام، وأترك لهم حرية الحكم علّيِ، وشعور الراحة وسعة الصدر التي أشعر بها لا أستطيع أن أصفها ..
ففي الماضي كنت لا أشعر بالإرتياح إلا عندما أبرر موقفي وأفرغ غضبي على الشخص،ولا أنهي النقاش إلا عندما أثبت له أنني على حق وياللهول!..كم يحتاج هذا الأمر مني مجهود وفورة أعصاب أنا في الواقع في غنى عنها
والحقيقة التي إلتمستها حقاً،أن راحة البال أهم بكثير من أن أجمل نظرة شخص عني، وهذا لا يدل أن لايهمني رأي الجميع عني،ولكن هناك من يحسن الظن فيك ويعرفك بما فيه الكفاية،وإذا تصرفت بغرابة ألتمس لك العذر وسألك عن السبب، وهؤلاء هم من يستحقون أن توضح لهم وتتحدث معهم،وهناك فرق شاسع بين الأثنين.
”وتذكر دائماً أن راحة نفسك من أولوياتك، فـ جميع من قدم الآخرين على نفسه مالبث أن ندم”.