خبر سعيد لحد يدري

(مبروك ستصبحين أمًا )
هذه الكلمات التي نطقت بها الطبيبة قبل قليل خلقت في نفسي مزيجًا من المشاعر التي لم أعشها يومًا بين فرح وذهول و حب لشخص لم أعرفه
….. و خوف من الجملة الشهيرة التي ترددت على مسامع كل فتاة (عندما تصبحين أمًا ستعرفين) يبدو أنني بالكلمات التي ألقتها الطبيبة على مسامعي أطرق باب المعرفة الذي سمعت عنه دوما والذي لا أعرف أين اتجاهه و لا كيف أسلكه
منذ أن عرفت بأني حامل و الفرحة في عيني زوجي لم تنطفئ ، إنه سعيد بل سعيد جدًا فهو أيضًا يشاركني ذات المشاعر و التساؤلات و مع زيادة الفرحة في قلب زوجي ازددت دلالًا عليه فكل طلب أو كلمة تصدر منه اسارع مذكرة إياه بأني حامل ، لا أستطيع أن أفعل ذلك ، نفسيتي متعبة ، لا أتحمل هذه الكلمات، كل ذلك كان من مبدأ الدلال ومحاكاة لمشاعر شاهدتها في التلفاز ولكني حقيقة لا أشعر بشيء منها
………………………………….
(لحد يدري ) و مبروك الكلمات التي تكررت على مسامعي من والدتي وأخواتي و حماتي وبناتها وكأن معرفة الناس بأني حامل ستجعل حياتي تنتهي أو أن انتفاخ بطني الذي بدأ يظهر رغم أني لم أكمل الشهرين قنبلة يتوجب عليَّ إخفائها
لا أعرف ما هو الوقت المفترض به أن يكون مناسبًا ليعرف المجتمع الذي أعيش فيه بأن ربي أنعم علي بنعمة دعا من أجلها الكثيرون و طاف البلدان لأجلها الكثير أيضًا
و لأني لا أعرف انقدت لرغباتهم ( وماخليت أحد يدري) و حسب المقوله الشهيرة التي ترددها جدتي : (حاجتين ما تتكلمي عنها الخطوبة و الحمل )
فالمعتقدات تقول أن الحديث عن الخطوبة قبل عقد القران يلغي الزواج و الحديث عن الحمل قبل تمام الشهر الرابع ينزل الجنين وبالرغم من أنني لم اقتنع يومًا لكنني وجدت في نفسي رغبة تصديقهم خوفًا على الفرحة التي تعيش بداخلي
……يتبع
إن كنت مثلي أم مكروفه وعشتي هذه اللحظات فشاركينا شيء من ذكرياتك
الأم المكروفة
أروى المعبري