مقالات

تسرب الموظفات السعوديات من القطاع الخاص …لماذا ؟

 

في مكان مليء بالموظفات السعوديات لا يختفي ضجيج شكواهم وتذمرهم
كل يوم قصة جديدة شكوى جديدة مليئة بالإحباط والتذمر أصبح المكان يحتوي شكواهم كاحتوائه لهم ، هناك وجوه بائسة وهناك وجوه لا تُعبر تستمع ومسالمة ، وهناك وجوه تغمرها السعادة
أصبحت كل يوم أستمع لنفس معاناتهم من كل فئات الموظفات ومن كل المناصب
فهناك من هي جديدة وتحيطها السلبية مما تسمعه كل يوم ، ومن لها عدة سنوات في مجالها المهني
فقررت أن أتعمق في معاناتهم وأن أخذ آراء واستطلاع بعض البائعات
لأعرف ما الذي يجعلهن يتذمرون يوميًا و يتركون وظائفهن ويبحثون عن وظائف أخرى في نفس المجال ولشركات منافسة
وبرغم كل التسهيلات التي تقدمها وزارة العمل إلا أن معاناة الموظفات لاتزال قائمة واستطعت حينها الخوض في نقاشات معاهم وتبادلنا الحوار
قالت نهى والتي تعمل محاسبة :
إن معاناتها مع ساعات العمل الطويلة التي ترهقها وتسلب منها حياتها الاجتماعية والأسرية والوقوف لساعات طويلة وعدم السماح لها بالجلوس لدقائق معدودة

وأشارت آمال بائعة
إن عدم مراعاتها أنها إمرأة متزوجة لها حياتها الأسرية والاجتماعية وكيانها وعدم مراعاتها في الحمل والأمومة والحالات الطارئة التي تتعرض لها أي امرأة عاملة

وقاطعت كلامها غزل
وتقول بأن راتبها لا يتناسب مع ساعات العمل فيوجد العديد من الموظفات المستجدات يحصلون أكثر منها فتفضل أن تبحث عن راتب أعلى لسد مستلزمات عائلتها
وتقول أميمة أن مسمى بائعة هي في منظور وزارة العمل فقط ولكن في منظور الشركات يتوجب عليها أن تهمل كل شيء في حياتها مقابل راتب قليل لا يسد حاجتها كأنثى وأم

ومن أسباب التسرب الوظيفي فقدان الرضا الوظيفي والأمان والاستقرار فهناك فئات كثيرة من الموظفات يفتقرون أهم قوام الوظيفة واستمراريتها

هناك العديد من الموظفات ينظرون إلى هذا العمل على أنه عمل مؤقت فهن يجدون ان الشركات استغنت عن موظفات أكفاء ومنجزات وذو خبرات

كما أن انعدام المبالاة بالنواحي النفسية في بيئة العمل من أسباب التسرب الوظيفي
فهم يجعلون الموظفات مثل الآلات لاشعور لهم لا علاقات اجتماعية ولا إنسانية يريدون رفع الانتاجية و تجاهل السبب الرئيسي في تحسين مستوى الانتاجية وهو الحالة النفسية للموظفات فروح العمل المرحة والبيئة المناسبة بدون ضغوطات تقلل من التسرب الوظيفي
والذي يزداد بلجوء بعض المرؤوسين إلى أسلوب الترهيب والتخويف لكي يتم العمل في اسرع وقت ولكنهم لا يدركون أنهم يستنزفون طاقات الموظفات دون جدوى وفائدة
فمعظم الموظفات يضعن اللوم على العاملين الأجانب الذين يمتلكون مناصب عالية ويمارسون الضغط على الموظفات والتقليل من قدراتهن ومهاراتهن ولذلك يلجئون إلى ترك العمل الحالي والبحث عن عمل آخر
إن الرضا الوظيفي الذي هو أهم عامل لإستمرارية العمل في القطاع الخاص
فهناك العديد من الموظفات في القطاع الخاص لا يشعرون بالرضا الوظيفي من ناحية الرواتب والعلاوات والتطوير والتدريب المستمر وليس القليل المنقطع وطبيعة العمل وساعات العمل الطويلة التي ترهق المرأة العاملة كما أن التقليل من قدرات ومهارات الموظفات التي تجعلهن يكبتون كل إبداع داخلهن ويكتفون بتأدية العمل المطلوب فيقتلوا بذلك روح المشاركة والمبادرة لديهن ووضعوهن في قفص (اعمل انجز نحن نريد)
إضافة إلى هضم إنجازات الموظفات ونسبها للموظفة الخطأ وعدم ترقيتها لسنوات وهي تستحق ذلك ولكن لا جدوى لأنهم وضعوها في منظور ((لا فائدة هذه إنجازات بديهية))
كما أن عدم وجود نظام عادل في المرتبات والعلاوات بين الموظفات وعدم وضوح السلم الوظيفي في القطاع الخاص

وأخيرًا لابد من نزول الشركات إلى أرض الواقع لجذب الموظفين وتجسيد روح الولاء والاستمرارية وليس بمنظور سياسات واستراتيجيات وخطط ظاهرة من منظور لا يجسد الواقع

بقلم ابتسام حكمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى